الليلة الرابعة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة التاجر، فأنا أود سماعها.» فأجابت شهرزاد: «بكل سرور.» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الرجل العجوز واصل رواية قصته للجني: أبحرنا أنا وشقيقاي مدة شهر في البحر المالح حتى وصلنا إلى مدينة ساحلية. دخلنا المدينة وبعنا سلعنا، واشترينا سلعا أخرى لننقلها معنا إلى السفينة. وعند وصولنا إلى شاطئ البحر، قابلت سيدة ترتدي ملابس بالية قبلت يداي، وقالت: «سيدي، لتسد إلي خدمة، وأعتقد أنني سأتمكن من مكافأتك عليها.» أجبتها: «سأسدي لك الخدمة دون مكافأة.» فقالت: «سيدي، لتتزوجني وتأخذني معك على متن هذه السفينة.»
أشفقت عليها، وهداني ربي إلى الموافقة. فمنحتها ثوبا جميلا، وتزوجنا، ثم أخذتها إلى السفينة، وأبحرنا ثانية. أحببتها كثيرا، وبقيت معها ليلا ونهارا متجاهلا شقيقي.
وفي هذه الأثناء، شعر شقيقاي بالغيرة مني، وخططا لقتلي. وفي إحدى الليالي، انتظرا حتى نمت بجانب زوجتي، ثم حملانا، وألقيا بنا في البحر.
وعندما استيقظنا، تحولت زوجتي إلى شبح، وحملتني في البحر حتى وصلت بي إلى إحدى الجزر. وفي الصباح، قالت لي: «زوجي، لقد كافأتك بإنقاذك من الغرق. عندما رأيتك على شاطئ البحر، أحببتك وأتيت إليك متخفية، وأنت قبلت حبي. لكن الآن يجب أن أقتل شقيقيك.»
عندما سمعت ما قالته، اندهشت، وشكرتها على إنقاذ حياتي. أخبرتها بكل ما حدث لنا منذ وفاة أبينا، من البداية إلى النهاية. وعندما سمعت قصتي، غضبت بشدة، وقالت: «سأطير الآن إلى شقيقيك، وأغرق سفينتهما.»
فقلت لها: «بالله عليك، لا تفعلي. ففي النهاية هما شقيقاي.» وفي آخر الأمر، تمكنت من تهدئتها، وطارت معي، وأنزلتني على سطح منزلي. نزلت إلى الطابق السفلي، وحفرت الأرض لأخرج المال الذي دفنته، ثم خرجت ملقيا التحية على الناس في السوق، وفتحت متجري من جديد.
وعندما عدت إلى المنزل ذلك المساء، وجدت هذين الكلبين مقيدين. وما إن رأيتهما حتى توجها نحوي باكيين، وأخذا يتمسحان بي. وفجأة سمعت زوجتي تقول: «سيدي، هذان شقيقاك. سيبقيان على هذه الحال عشر سنوات، ولن يصيرا رجلين ثانية إلا بعد انقضاء هذه المدة.» ثم أخبرتني بالمكان الذي يمكنني العثور عليها فيه، ورحلت.
مرت السنوات العشر، وكنت في طريقي مع شقيقي إلى زوجتي لإبطال هذا السحر عندما التقيت بهذا الرجل هنا. وعندما سألته عن قصته، أخبرني أنك ستقتله، ووعدته ألا أتركه حتى أعلم ما سيحدث بينكما. هذه قصتي، أليست مثيرة للدهشة؟ •••
نامعلوم صفحہ