30

الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة

الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة

اصناف

أيكسر أم يفتح؟ قال يكسر. قال: إذا لا يغلق أبدا قلنا أكان عمر يعلم الباب؟ قال نعم كما أن دون الغد الليلة إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: الباب عمر" (١). ويتضح ههنا حرص عمر بن الخطاب ﵁ على سماع الحديث الذي لم يسمعه من النبي ﷺ مباشرة أو ربما لم يحفظه بتمامه أو ربما أراد اسماعه لغيره، ولكن الظاهر يقضي أنه يريد التثبت من سماعه. ثم جاء سؤال بعض الصحابه الحاضرين من حذيفة ﵁ لمعرفة من هذا الباب؟ والله أعلم. الخاتمة في ختام هذا البحث يمكننا اجمال أهم النتائج فيما يأتي: ١ - اهتمام النبي ﷺ وأصحابه ومنذ وقت مبكر، بالتحري في الأخبار، وهو في أصله منهج قرآني. ٢ - تميز المجتمع الإسلامي بميزة الثقافة المجتمعية في التلقي والنقل، فهو لا يقوم على اساس تقديس الأشخاص، واضفاء العصمة عليهم، اللهم إلا النبي ﷺ كونه يبلغ عن ربه ﷻ، وهو معصوم عن الغلط والسهو فيما يبلغ، أما سائر افراد المجتمع الإسلامي، فكل يؤخذ منه ويرد عليه. ٣ - للصحابة الكرام دور كبير في حفظ السنة ونقلها وتبليغها، ولا ينكر فضلها إلا جاهل أو حاقد. ٤ - تمثل دور الصحابة الكرام في حفظ السنة والتثبت من الروايات في ضوابط متعددة، سلكها الصحابة بينهم دون اتفاق-طبعًا- كان لهذه الضوابط الدور الكبير في حماية الأحاديث النبوية. ٥ - في طيات البحث رد على المنتحلين والمغرضين الذين يلقون الشبه أنّ الروايات لم تغربل، وإنما نقلت هكذا دون تفتيش أو تدقيق. ٦ - يظهر بوضوح دور السيدة عائشة أم المؤمنين ﵂ بشكل كبير في حفظ الأحاديث بشكل خاص، ومعرفة الصحابة الكرام بأهمية هذا الدور الكبير واقرارهم لها بالفضل.

(١) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح (٥٠٢)،ومسلم، المسند الصحيح –واللفظ له-١/ ١٢٨ (١٤٤)، وغيرهما.

1 / 33