ومع عم محمد أيضا قلت: إنت عايز تبيع العمارات، صحيح؟
فأجاب على طريقته: منهم لله عايز أبيعهم كلك على بعضك بيعة وشروة بالوقة، وأنا أصلي ...
قلت: تبيعهم للعسكري ده؟
فاستمر: وأنا أصلي أبيع ... - تبيعهم لأخوك أحسن؟ - وأنا أصلي أبيع ... - ولا تبيعهم ليا وتكرمني؟ - وأنا أصلي أبيع ... - أقول لك يا شيخ ... بيعهم للإنجليز واخلص. - وأنا أصلي أبيع، لا الإنجليز، لا إنجليز، ما إنجليز من رابع المستحيل.
وفوجئت برفضه، فسألته وأنا أستغرب: ليه اشمعنى الإنجليز لأ؟
وعاد الشريط يدور: لأ لأ كده الله الله الله ع الجد أبيع لربنا حتى والكمبيالات جاهزة، والمستندات تحت الطلب، واللي ما يشتري يتفرج، والإنجليز لأ.
التمرين الأول
كان عجيبا هذا الإحساس المفاجئ الذي أصاب طلبة «ثالثة رابع»، وجعلهم يستمرون في أداء التمرينات الرياضية بعد انتهاء الحصة، وأيضا أثناء الفسحة التي بين الحصتين، ثم يأخذون خمس دقائق أخرى من الحصة التالية.
كان هذا عجيبا؛ إذ طوال أيام الدراسة كانت أمنية كل منهم أن يصحو من نومه، فيجد المدرسة قد نسفها طوربيد أو ابتلعها بركان.
كانوا، كغيرهم من الطلبة، يكرهون المدرسة كرها لا يعرفون له سببا، ويبدأ ذلك الكره مع بدء كل يوم، بل قبل أن يبدأ اليوم؛ فالطالب لا يستيقظ من نومه إلا مقروصا أو معضوضا أو مطروحا أرضا، ثم يدفع إلى المدرسة دفعا، ودائما في وداعه شيء؛ دعوة عليه، شتمة، أو فردة شبشب. وينسل إلى الشارع، ويظل يجري ويجري ملتصقا بعامود ترام أو مهرولا فوق رصيف، والشتاء بارد والصبح أبرد؛ أبرد من الحصص الإضافية، والرعب يملأ قلبه مخافة أن يصل متأخرا ويجد باب المدرسة مغلقا، ويضيع اليوم، ويقيد غائبا ويروح في داهية.
نامعلوم صفحہ