فقال جادا: «وما تعجبك من هذا؟»
فقلت: «إنه لم يرني.»
فقال ضاحكا: «ولكنه يعرفك. ألا تفهم؟ إن تيمور لا يخفى عليه علم بأحد.»
فأزعجني قوله وداخلني منه هم زادني قلقا، فأطرقت صامتا أفكر فيما عساه ذكرني به. فقرب «طوطاط» مني وهمس في أذني: «احذر!»
فقلت له مبادرا: «مم أحذر، وما بي ما أحذر منه؟»
فقال جادا: «ألجم لسانك هذا. كفاك ما صنع بك.»
فنظرت إليه في دهشة وقلت: «لساني أنا؟»
فقال لي في رفق: «نعم، فما هذه الدروس التي تلقيها؟ وما هذه الكرامة الإنسانية التي تتحدث عنها؟ ثم ما هذه الأغاني التي توسع لها صدر مدرستك؟ وماذا عليك إذا شئت الغناء أن تجعله في بيت رجل مثلي ليكون طربك في ستر وتجمل؟»
ثم غمزني في ذراعي هامسا: «لا تذهب إلى المدرسة منذ اليوم؛ فقد أمر تيمور بإغلاقها.»
قال هذا ومضى عني مسرعا.
نامعلوم صفحہ