كثيرا مما ينافي اختصاص التوفي بالموت حتف الأنف بل المراد منه الأخذ بالموت وإن كان بالقتل كقوله في سورة الحج 5 والمؤمن 69 في أطوار خلق الإنسان من التراب والنطفة إلى الهرم. ( ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل وفي سورة البقرة 234 و241 ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا ) ويونس 104 ( ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم ) والنحل 72 ( والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) والسجدة 11 ( قل يتوفاكم ملك الموت ) والأعراف 35 ( حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم ) والنساء 99 ( تتوفاهم الملائكة ) والنحل 30 33 ( تتوفاهم الملائكة ) والانعام 61 ( توفته رسلنا ) ومحمد (ص) 39 ( فكيف إذا توفتهم الملائكة ) والأنفال 52 ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ) والزمر 43 ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) وإنك لا تكاد تجد في القرآن المجيد لفظ التوفي مستعملا فيما يراد منه الإماتة حتف الأنف إذن فمن اين جيء بذلك في قوله تعالى ( إني متوفيك ) نعم ابتلى لفظ التوفي ومشتقاته بالأخذ بمعناه يمنة ويسرة حتى ان العامة حسبوها مرادفة للموت حتى انهم يقولون في الذي مات توفى بفتح التاء والواو والفاء بالبناء للفاعل ويقولون في الميت متوفي بكسر الفاء
وصيغة اسم الفاعل بل يحكى ان أمير المؤمنين عليا (ع) كان يمشي خلف جنازة في الكوفة فسمع رجلا يسأل عن الميت ويقول من المتوفي بكسر الفاء وأما ما نسب إلى ابن عباس من ان معنى قوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ) إني مميتك فما أراه إلا كما نسب إلى ابن عباس في مسائل نافع بن الأزرق كما ذكر في الفصل الثاني من النوع السادس والثلاثين من إتقان السيوطي من ان نافعا سأله عن قول الله ( ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوة ) أي بما يرجع إلى معنى تبهظهم وتثقل عليهم كما قال عمر ابن كلثوم في معلقته. (ومتني لدنة سمقت وطالت روادفها تنوء بما ولينا وكما أنشده اللغويون. إلا عصا ارزن طالت برايتها تنوء ضربتها بالكف والعضد
فذكر ان ابن عباس قال له في الجواب لتثقل أو ما سمعت قول الشاعر
تمشي فتثقلها عجيزتها
مشي الضعيف ينوء بالوسق
أي ينهض بالوسق بتكلف وجهد على عكس المعنى المذكور في القرآن. أفهل ترى ابن عباس يفسر تنوء التي في الآية بغير معناها كما ثار من هذا الاستشهاد المنسوب اليه اعتراض
صفحہ 36