Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
ناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
اصناف
٣- عن عبد الله بن معاوية الغاضري ﵁ قال: قال رسول الله، ﷺ «ثلاث من فعلهنّ فقد طَعِمَ طَعْمَ الإيمان: من عبد الله وحده، وعلم أنَّه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيّبة بها نفسه، رافدة عليه كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولا الشّرط اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإنَّ الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشرّه» (١) .
والوسط هنا ما بين أجود الغنم وبين السيئ والمعيب، وهو مثل قوله - تعالى -: ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾ (المائدة: من الآية ٨٩) . كما سبق.
٤- عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: «كنا عند النبي، ﷺ فخطّ خطًّا، وخطَّ خطَّين عن يمينه، وخطَّ خطَّين عن يساره، ثم وضع يده على الخطّ الأوسط، فقال: "هذه سبيل الله"، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾» [سورة الأنعام، الآية: ١٥٣] . (٢) .
والوسط هنا: هو الشيء بين الشيئين، متوسّط بينهما.
ونجد بيان هذا الصّراط في الحديث الآتي:
_________
(١) - أخرجه أبو داود (٢ / ١٠٣، ١٠٤) رقم (١٥٨٢)، والطبراني في الصغير ص (١١٥)، والبيهقي في السنن (٤ / ٩٥)، وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (٣٠٤١) والسلسلة الصحيحة رقم (١٠٤٦) .
(٢) - أخرجه ابن ماجه (١ / ٦) رقم (١١) . قال البوصيري في الزوائد (١ / ٤٥): هذا إسناد فيه مقال من أجل مجالد بن سعيد. قلت: مجالد بن سعيد هو ابن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي. قال الحافظ في التقريب ص (٥٢٠): ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره. اهـ. ولكن يشهد لهذا الحديث ما رواه عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله، ﷺ خطًّا، ثم قال: «هذه سبيل الله» . ثم خطَّ خطوطًا عن يمينه وعن شماله، وقال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» . ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه) . [سورة الأنعام، الآية: ١٦٣] . أخرجه أحمد (٣ / ٣٩٧) . والدارمي (١ / ٧٨، ٧٩) رقم (٢٠٢) . وحسنه الألباني كما في المشكاة رقم (١٦٦) ونقل عن الحاكم تصحيحه.
1 / 33