217

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

ناشر

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

اصناف

الشهادة والحكم سبق معنا في تفسير قوله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) . أن الرسول، ﷺ فسّرها بقوله: "عدولا" (١) . وكذلك فسّرها، ﷺ بالشهادة، حيث ذكر شهادة هذه الأمَّة لنوح، ﵇، ثم قرأ، ﷺ ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) . الآية (٢) . ولا مُنافاة بين التفسيرين، بل أحدهما مكمّل للآخر، لأن الشهادة المعتبرة عند الله ما كانت عدلا. ومن هذا المنطلق فقد جاءت آيات كثيرة تبيّن وجوب العدل في الشهادة، وكذلك في الحكم - أيضًا - والشهادة هي إحدى مقدّمات الحكم في كثير من الأحكام، بل في كلها إذا اعتبرنا إقرار المرء على نفسه شهادة، وهو كذلك. وإذا كان العدل يعني الوسط، كما تقرّر، فإن أمر الله بالعدل في الشهادة والحكم هو أمر وإقرار لمنهج الوسطيَّة، ويتّضح ذلك - تفصيلا - من خلال ما سيأتي - إن شاء الله -:

(١) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٧) . والحديث أخرجه الترمذي (٥ / ١٩٠) رقم (٢٩٦١) وأحمد (٣ / ٩) وعندهما «عدلا» بدل «عدولا» . (٢) - انظر: تفسير قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمَّة وسطًا) . في أول هذه الرسالة.

1 / 217