الولاء والبراء في الإسلام
الولاء والبراء في الإسلام
ناشر
دار طيبة
ایڈیشن نمبر
الأولى
پبلشر کا مقام
الرياض - المملكة العربية السعودية
اصناف
وقال الفضيل بن عياض رحمة الله: (إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا. والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة) (١) .
ولقد ضرب الله سبحانه في القرآن العظيم مثلًا واضحًا للمخلص في توحيده وللمشرك قال تعالى:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا﴾ [سورة الزمر: ٢٩] .
يقول الأستاذ سيد قطب ﵀ في تفسيرها:
(هذا مثل يضربه الله للعبد الموحد والعبد المشرك، بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضًا فيه، وهو بينهم موزع، ولكل منهم فيه توجيه، ولكل منهم عليه تكليف، وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة.. وعبد يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه منه، ويكلفه به، فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح) (هل يستويان)؟ لا. لأن الذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين، وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه، ووضوح الطريق. والذي يخضع لسادة مشتركين معذب مقلقل، لا يستقر على حال، ولا يرضى واحدًا منهم فضلًا عن أن يرضي الجميع. وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد، وحقيقة الشرك في جميع الأحوال. فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يسير على هدى من الله يستمد منه وحده ويتجه إليه وحده) (٢) .
_________
(١) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ٤٥١ تحقيق محمد حامد الفقي. الطبعة الثانية سنة ١٣٦٩ هـ مطبعة أنصار السنة.
(٢) في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب (ج ٥/٣٠٤٩) الطبعة المشروعة الناشر دار الشروق وانظر التفسير القيم لابن القيم ص ٤٢٣ جمع محمد أويس الندوي تحقيق محمد حامد الفقي، الناشر لجنة التراث – بيروت.
1 / 36