105

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

ایڈیٹر

علي معوض وعادل عبد الموجود

ناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

زُبْدَتَهُ، وَتَصَفَّحْتُ تَفَاصِيلَ الشَّرْعِ، فَأَنْتَقَيْتُ صَفْوتَهُ وَعُمْدَتَهُ، وَأَوْجِزْتُ لَكَ المَذْهَبَ البَسيطَ الطَّيلَ، وَخَفَّفْتُ عَنْ حِفْظِكَ ذَلِكَ الْعِبْءَ الثَّقِيلَ(١)، وَأَدْمَجْتُ جَمِيعَ مَسَائِلِهِ بأصولِهَا وَفروعهَا بِأَلْفَاظِ مُحَرَّرَةٍ لَطيفةٍ، في أَوراقٍ مَعْدُودَةٍ خَفِيفَةٍ، وَعَبَّأْتُ فِيهَا الفُرُوعَ الشَّوارِدَ، تَحْتَ مَعَاقِدِ القَوَاعِدِ، ونَّهْتُ فيها بِالرُّموزِ، عَلى الكُنُوزِ(٢)، وأَكْتَفَيْتُ عَنْ نَقْلِ المَذَاهِبِ والوُجُوهِ الْبَعيدَةِ بنقْلِ الظَّاهِرِ مِنْ مَذْهَبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ المطِّلِيِّ رَحِمَهُ اللهِ، ثُمَّ عَرَّفْتُكَ مَذْهَبَ مَالِكِ وأَبِي حَنِيفَة والمُزَنِيَّ(٣)

(١) قال الرافعي: وأدمجت جميعَ مسَائِلِه بأصُولَهَا وَفُروُعِها بألفاظِ محرَّرة لطيفة، في أوراقٍ معدُدوةٍ خَفِفَهُ، وَعَبَّأْتُ فيها الفُرُوعَ الشَّوارِدِ، تَحْتَ معاقد القَواعِد، ونَبَّهْتُ فَيْهِ بالرُّمُوزِ، عَلَى الْكُنُوزِ)): يقال: أدمجْتُ الشَّيْء في الثوبِ، إذا كففته فيه، وقيل: الإِدماج: إدخالٌ في خُفْيةٍ، ودَمَج الشيْءُ في الشيْءِ يَدْمُجُ دُمُوجاً، إذا دخَلَ فيه، وأُسْتحكم وقوله ((جميع مَسَائِلِه) من العامِّ الذي يُريدُ به الخاصَّ، ویبالغ فيه بالتكثير. وعَبَأْتُ المَتَاعَ عبَّاءَ، إذا هيَّأْتُهُ، وعَبَّأْتَهَ .. تعبئةً، وكذا عبَّأْتُ الخَيْلَ. وشَرَد البعيرُ، وهو طريدٌ شَرِيدٌ، وشَرَدَ في البلادِ، يريدُ إدراج الفروع العربيّة في القَواعد والضَّوابط [ت]

(٢) قال الرافعي: ((الشّافعي)): [رضي الله عنه] هو أبو عَبْد الله محمد بن إدريس بن العَبَّاس بن عثمان بن شافع بن السَّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المُطلب بن عبد مَنَافِ بن قضي بن كَلاَبٍ بن مُرّة بن كعب بن لُؤْىٍّ بن غالب المطلبي القُرشى بن عم رسول اللهِ وَّه، والمطّلب بن عبد مَنَافٍ عم عبد المطلب جَدّ رسول الله ◌ِّر، انتشر علمه في أقطار الأرضِ، وعليه حمل الحديث المشهور فإن عالمها يملأ أطباق الأرض علماً، وأثنى عليه علماء عصره، ومن هو أقدم منه، فعن مَالِكِ أنه كان يتعجّب من فصاحته وذكائه، ولا يملّ من قراءته وعن ابن عيينة أنه كان إذا جاءه شىء من التفسير والفقه التفت إلى الشَّافعي، وقال: سلوا هذا، وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: ما أصلي صلاةً إلاَّ وأَدْعُو للشَّافعي فيها وعن أبي عُبِيد أنه قال: ((ما رأيت رَجُلاً أعقلٍ ولا أُورع، ولا أَنْصَح، ولا أَنْبَل رَأْياً من الشَّافعي وعن أحمد بن حنبل أنه قال لإسحاق بن راهوية: تعال حتى أُريك رَجُلاً لم تَرَعينك مثله فذهب به إلى الشَّافعي، وعَن مسلم بن خالد الزّنجي أنه قال للشافعي ((أفتِ فقد آن لك أن تفتي وهو يومئذٍ ابن خمس عشرة سنةً. ولد سنة خمسين ومائه بـ ((غزة))، وقيل بـ ((عسقلان)) وحُمِلَ إلى ((مكة)) وهو ابن سنتين، ونشأ ((بالحجاز)) وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، و ((الموطأ)) وهو ابن عشر، وورد ((العراق) وأقام بها مدةً، ثم ارتحل إلى (مصر)) ومات بها سنة أربع ومائتين في آخر يوم من رجب، وإذا خُضْتَ في مناقبه وجدت مكان القول ذا سعةٍ، فإن وجدت لساناً قابلاً فقل: فقد حسب فضائله في القديم والحديث من راعى الإعتدال، ولم يطول فوقعت بغيته في مجلدة ضخمة، وليس هذا موضع البسط [ت] تنظر ترجمته في (التاريخ الكبير ٤٢/١، التاريخ الصغير ٣٠٢/٢ الجرح والتعديل ٢٠١/٧، حلية الأولياء ٦٣/٩ - ١٦١، تاريخ بغداد ٥٦/٢ - ٧٣ طبقات الفقهاء للشيرازى ٤٨ - ٥٠، طبقات الحنابلة ٢٨٠/١ وترتيب المدارك ٣٨٢/٢، الأنساب ٢٥١/٧ - ٢٥٤، صفة الصفوة ٩٥/٢، معجم الأدباء ٢٨١/١٧ - ٣٢٧، وتهذيب الأسماء واللغات ٤٤/١ - ٦٧، وفيات الأعيان ١٦٣/٤ - ١٦٩، المختصر من أخبار البشر ٢٨/٢ - ٢٩، تذكرة الحفاظ ٣٦١/١ - ٣٦٣، مراة الجنان ١٣/٢ - ٢٨، البداية والنهاية ٢٥١/١٠ - ٢٥٤، الديباج المذهب ١٥٦/٢ - ١٦١، غاية النهاية ٩٥/٢ تهذيب التهذيب ٢٥/٩، النجوم الزاهرة ١٧٦/٢، ١٧٧، طبقات الحفاظ (١٥٢)، خلاصة تهذيب الكمال (٣٢٦) طبقات الشافعية لابن هداية الله (١١ - ١٤) شذرات الذهب ٩/٢ - ١١)

(٣) قال الرافعي: ((مالك)): هو أبو عبد الله بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي من أئمّة المسلمين المقتدى بهم =

105