364

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

ایڈیٹر

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1440 ہجری

پبلشر کا مقام

أسطنبول

اصناف

تفسیر
أحدها: أنه خبرُ قوله: ﴿ذَلِكَ﴾.
والثاني: أنه خبرُ قوله: ﴿الْكِتَابُ﴾.
والثالث: أنه خبرُ قوله: ﴿فِيهِ﴾.
والرابع: أنه خبر مبتدأ مضمر؛ أي: هو هُدًى.
ثم هاهنا أسئلةٌ ثلاثةٌ (^١):
أحدها: أنه لمَ أضافَ الهدى إلى القرآن وهو من اللَّه تعالى؟
والثاني: أنه لمَ خصَّ هاهنا فقال: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، وعمَّم (^٢) في موضعٍ آخر فقال: ﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ﴾ [البقرة: ١٨٥]؟
والثالث: أنه لمَ خصَّ المتَّقين بالهدى وفيه هدَى الكل؟ وهل عُذِرَ غيرُ المتَّقين بهذا؟
أما جوابُ الأول: فإضافة الهدى إلى القرآن على وجه التسبيب (^٣) كما في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي﴾ [الشورى: ٥٢] مع قوله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي﴾ [القصص: ٥٦]، وكما في إضافة الإضلال إلى فرعون بقوله: ﴿وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى﴾ [طه: ٧٩]، وإلى الأصنام بقوله: ﴿إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، واللَّهُ تعالى هو الذي يضلُّ مَن يشاء ويَهدي مَن يشاء، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٧٣].
وأما جواب الثاني: فهو هدًى للناسِ كلِّهم بيانًا، وهدًى للمتقين على الخصوص إرشادًا، وهو كقوله تعالى في حقِّ رسوله ﷺ على الخصوص:

(^١) في (أ) و(ف): "ثلاثة أسولة".
(^٢) في (أ): "وعم"، وفي (ر): "ويعم".
(^٣) في (ر): "التسبب".

1 / 220