269

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

تحقیق کنندہ

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1440 ہجری

پبلشر کا مقام

أسطنبول

اصناف

تفسیر
تقولُ إذا دَرَأْتُ لها وَضِيني... أهذا دِينُه أبدًا ودِيني
أكلَّ الدَّهرِ حِلٌّ وارتحالٌ... أمَا يُبْقِي عَلَيَّ ولا يَقِيني (^١)
ويومُ القيامة يومٌ يُبعث فيه كلُّ أحد على عادته، فالكافر المنكِرُ يُبعث على إنكاره (^٢)، يقول اللَّه تعالى خبرًا عنهم أنهم يقولون: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ (^٣) [الأنعام: ٢٣].
* * *
(٥) - ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
وقولُه تعالى: ﴿إِيَّاكَ﴾؛ أي: قولوا: ﴿إِيَّاكَ﴾، ولا بد من هذا الإضمارِ إنْ حُمل قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على الابتداء أو على الإخبار، وإن حُمل على الأمر وأُضمر: (قولوا: الحمد للَّه) هناك، كان هذا عطفًا على ذاك من غيرِ إضمارٍ ثانٍ.
و﴿إِيَّاكَ﴾ فيها كلامٌ من جهة القراءة واللغة والإعراب والمعنى:
أما القراءة: فقراءة العامة بكسْر الألف وتشديد الياء، وقراءةُ الفضل الرَّقَاشيِّ

(^١) انظر: "المفضليات" (ص: ٢٩٢)، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، و"طبقات فحول الشعراء" (١/ ٢٦٣)، و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص: ٧١)، و"غريب القرآن" لابن عزيز (ص: ٢٢٦)، و"إعراب ثلاثين سورة" لابن خالويه (ص: ٢٥). الوضين: حزام الرحل، ودرأْتُ وَضِينَ البعيرِ: إذا بَسَطْتَه على الأَرض ثم أَبْرَكْته عليه لتَشُّدَّه به. وأراد: لو قدرتْ ناقتي أن تتكلم لقالت هذا الكلام، وأشار بقوله: (هذا) إلى ما استمرت به عادته معها.
(^٢) في (أ): "عادته".
(^٣) زيد في (ر): " ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ ".

1 / 124