التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
تحقیق کنندہ
ماهر أديب حبوش وآخرون
ناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1440 ہجری
پبلشر کا مقام
أسطنبول
اصناف
تفسیر
[النور: ٢٥]؛ أي: جزاءَهم، واللَّه تعالى يجزي العباد يومئذٍ بأعمالهم، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [غافر: ١٧].
وقال جماعة: هو القضاء، كما في قوله: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦]؛ أي: قضائه، واللَّه تعالى يقضي بين خلقه يومئذٍ، كما قال ﷿: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر: ٦٩].
وقال محمد بن كعبٍ القُرظي: هو التوحيد (^١)، كما في قوله: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: ٣]، والعزُّ والكرامةُ يومئذٍ لأهل التوحيد، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ الآية [الحديد: ١٢].
وقيل: الدِّين: الطاعة (^٢)، قال زهير:
لَئِن حَلَلْتَ بوادٍ (^٣) في بني أسَدِ... في دِينِ عمرٍو وحالَتْ بيننا فَدَكُ (^٤)
أي: هذا (^٥) يومٌ لا ينفع فيه إلا الطاعة، قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٨ - ٨٩]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ [سبأ: ٣٧].
وقال الحسين بن الفضل البَجَلي ﵀: هو الخضوع؛ قال النبيُّ
(^١) أورده البغوي في "تفسيره" (١/ ٥٣) بلفظ: مَلكُ يومٍ لا ينفع فيه إلا الدين.
(^٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ١١٦).
(^٣) في "ديوان زهير بن أبي سلمى": "بجَوٍّ".
(^٤) انظر: "ديوان زهير بن أبي سلمى" (بشرح ثعلب) (ص: ١٨٣)، و"المحرر الوجيز" (١/ ٧١)، و"البحر المحيط" (١/ ٦٣). قال الشارح: جوّ: واد، ودين عمرو: طاعته، وعمرو هو عمرو بن هند.
(^٥) في (أ): "هو".
1 / 122