167

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

تحقیق کنندہ

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1440 ہجری

پبلشر کا مقام

أسطنبول

اصناف

تفسیر
وقيل: هو الاستعانة (^١) عن خضوعٍ. وقيل: هو مأخوذٌ من العُوَّذ -بضمِّ العين وتشديدِ الواو-: وهو كلُّ نبتٍ في أصلِ شجرة يَتستَّر بها، قال الشَّاعر: خَليليَّ خُلْصانَيَّ لم يُبْقِ حبُّها... من القلبِ إلا عُوَّذًا سينالُها (^٢) فعلى هذا: العَوْذُ: هو التستُّرُ بسِتر اللَّه الجميل، والتبوُّءُ في ظلِّ حمايته الظَّليل. وقيل: هو من العوَّذ بهذه الصيغة، وهو اللحمُ الذي لَصِقَ بالعظم، يقال: أطيبُ اللَّحم عوَّذُه، فعلى هذا: العَوْذُ: هو الانقطاعُ عن غيرِ اللَّه تعالى، والاتِّصالُ باللَّه تعالى. وقولُ القائل: أعوذ، إخبارٌ عن فِعله، وهو في التقدير: سؤالُ اللَّه تعالى من فضله؟ أي: أعِذْني يا ربّ، كما يقول القائل: أستغفرُ اللَّه؛ أي: اغفرْ لي يا ربّ، وهو احترامٌ واستعظام، لا انبساطٌ واجترام (^٣)، ولولا سَبْقُ الأمر به لم يتيسَّر الإقدام (^٤). ثم هذا الأمرُ عند بعض الناس يقتضي وجوبَ الاستعاذة بعد الفراغِ من القراءة، فإنَّ الفاء للتعقيب، وعند عامَّة الناس (^٥) هو قبلَ القراءة، ومعنى قوله: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾: فإذا أردتَ قراءةَ القرآن؛ كقوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] وقوله تعالى: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ [الطلاق: ١]،

(^١) في (ف): "الاستغاثة". (^٢) البيت للكميت كما في "التاج" (مادة: عوذ)، ودون نسبة في "الصحاح" (مادة: عوذ)، و"مجمل اللغة" (ص: ٦٣٦)، و"المخصص" لابن سيده (٣/ ١٢٦). (^٣) في (ف): "لا انبساط اجترام"، وفي (ر): "وانبساط واجترام". (^٤) في (ر): "لم تتسير الأقدام". (^٥) في هامش (أ) و(ر): "المسلمين".

1 / 20