تنبیہ و رد
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
تحقیق کنندہ
محمد زاهد الكوثري
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
پبلشر کا مقام
القاهرة
كَأَكْل الأراذلة من الْأَطْعِمَة وَكَانَ الصَّبْر والخبيص عِنْده بِمَنْزِلَة وَكَانَ الْعَسَل والخل عِنْده بِمَنْزِلَة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فقد بلغ غَايَة السبقة وَسقط عَنهُ تضمير الميدان وَاتبع نَفسه مَا اشتهت مِنْهُم ابْن حبَان كَانَ يَقُول هَذِه الْمقَالة
وَمِنْهُم صنف يَقُولُونَ إِن ترك الدُّنْيَا إشغال للقلوب وتعظيم للدنيا ومحبة لَهَا وَلما عظمت الدُّنْيَا عِنْدهم تركُوا طيب طعامها ولذيذ شرابها ولين لباسها وَطيب رائحتها فأشغلوا قُلُوبهم بالتعلق بِتَرْكِهَا وَكَانَ من إهانتها مؤاتاة الشَّهَوَات عِنْد اعتراضها حَتَّى لَا يشْتَغل الْقلب بذكرها ويعظم عِنْده مَا ترك مِنْهَا ورباح وكليب كَانَا يَقُولَانِ هَذِه الْمقَالة
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن الزّهْد فِي الدُّنْيَا هُوَ الزّهْد فِي الْحَرَام فَأَما الْحَلَال فمباح لهَذِهِ الْأمة من أطايب الطَّعَام وغرايب الألوان وكفاية الخدم ولين الرياش وسعة الْمنَازل ووطاءة المهاد وتشييد الْقُصُور وكفاية الْحَاجَات وَترك الطلبات وقطن الأوطان وَإِن الْأَغْنِيَاء أفضل منزلَة عِنْد الله من الْفُقَرَاء لما أعْطوا من فضل أَمْوَالهم وفضول من نَوَائِب حُقُوقهم وأدركوا من مُنْتَهى رغباتهم
لقد قَالُوا خلاف مَا قَالَ رَسُول الله ﷺ وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَة عَنهُ ﵇ أَنه قَالَ يدْخل الْفُقَرَاء الْجنَّة قبل الْأَغْنِيَاء بِنصْف يَوْم خَمْسمِائَة عَام وروى عبد الله بن عمر قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول إِن فُقَرَاء الْمُهَاجِرين يسبقون الْأَغْنِيَاء يَوْم الْقِيَامَة بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا
1 / 95