تنبیہ و رد
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
تحقیق کنندہ
محمد زاهد الكوثري
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
پبلشر کا مقام
القاهرة
وَأما قَوْله ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نورا﴾ فَمَعْنَاه أَنزَلْنَاهُ نورا ومصداق ذَلِك قَوْله ﷿ ﴿فآمنوا بِاللَّه وَرَسُوله والنور الَّذِي أنزلنَا﴾ وَقَالَ ﴿يَا أَيهَا النَّاس قد جَاءَكُم برهَان من ربكُم وأنزلنا إِلَيْكُم نورا مُبينًا﴾ وَقَالَ ﴿فَالَّذِينَ آمنُوا بِهِ وعزروه ونصروه وَاتبعُوا النُّور الَّذِي أنزل مَعَه أُولَئِكَ هم المفلحون﴾ وَقَالَ ﴿قل من أنزل الْكتاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نورا وَهدى للنَّاس﴾ والجعل فِي الْقُرْآن على وُجُوه يعلم ذَلِك أهل الْعلم والمعرفة بِاللَّه وبكتابه ويجهله من جهل عَن الله وَكتابه
فَأَما قَوْله ﴿إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى وجعلناكم شعوبا وقبائل﴾ بعد مَا خلقهمْ وَقَالَ ﴿وَالله جعل لكم مِمَّا خلق ظلالا﴾ بعد مَا خلق لَهُم جعل لَهُم ظلالا وَقَالَ ﴿الرَّحْمَن علم الْقُرْآن﴾ ثمَّ قَالَ ﴿خلق الْإِنْسَان﴾ وَلَو شَاءَ لقَالَ الرَّحْمَن خلق الْقُرْآن غير أَن الله ﷿ لَا يُسمى الْأَسْمَاء إِلَّا باسم الْحق والصدق وَقَالَ ﴿وَمن أصدق من الله قيلا﴾ أَلا ترى إِلَى قَوْله ﴿الرَّحْمَن علم الْقُرْآن خلق الْإِنْسَان﴾ يخبر بِخلق غير خلق الْقُرْآن فَلَا حجَّة لجهم المارق وَلَا لمن تبعه فَافْهَم
وَأنكر جهم أَن الله كلم مُوسَى تكليما وَالله يَقُول ﴿وَلما جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلمه ربه قَالَ رب أَرِنِي أنظر إِلَيْك قَالَ لن تراني وَلَكِن انْظُر إِلَى الْجَبَل فَإِن اسْتَقر مَكَانَهُ فَسَوف تراني﴾ وَقَالَ لمُوسَى ﵇ إنى اصطفيتك
1 / 131