Al-Tafsir Al-Wasit - The Research Complex

Group of Authors d. Unknown
40

Al-Tafsir Al-Wasit - The Research Complex

التفسير الوسيط - مجمع البحوث

ناشر

الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

(١٣٩٣ هـ = ١٩٧٣ م) - (١٤١٤ هـ = ١٩٩٣ م)

اصناف

فالجزاء ليس. سيئة، وإِنما عبر بها عنه للمشاكلة اللفظية، والمعنى مختلف. وقوله تعالى: ﴿وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ المدّ يأتى قى بمعنى الزيادة، ومنه قوله تعالى: ﴿... وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ...﴾ (١) أو الإمهال والأملاء. والطغيان هنا، مجاوزة الحد في الضلال، والعَمَه: عمى القلب. ومن لوازمه: الحيرة والتردد. والعنى: ويزيدهم الله فى ضلالهم الشديد، أو يمهلهم فيه: يتحيرون ويتخبطون، لا يدرون أين يتوجهون بسبب طغيانهم المستمر. والمراد أنهم -بسبب كفرهم وعنادهم- سد الله عليهم طرق التوفيق، فازداوا رَينًا على قلوبهم، وطغيانا في تصرفاتهم. ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٦)﴾ المفرداتَ: ﴿اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى﴾: المراد به، استحبو االكفر على الإيمان. ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾: فما نالوا خيرًا من الكفر الذى جعلوه بدلامن الإيمان، فكانوا أشبه بالتجار الذين جهلوا أساليب التجارة، فجروا على أنفسهم الخسارة. ﴿وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾: إلى ما يوصلهم إلى الربح، لجهلهم. التفسير ١٦ - ﴿ولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ...﴾ الآية. اسم الإشارة يعود على المنافقين، مع ملاحظة صفاتهم المتقدمة. والأصل في الاشتراء: أن يكون في المبادلات الحسية، كاشتراء السلعة بثمنها، ثم استعملته العرب في المعاق، كاشتراء الضلالة بالهدى.

(١) لقمان - من الآية: ٢٧

1 / 42