134

تبصیر فی دین

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

ایڈیٹر

كمال يوسف الحوت

ناشر

عالم الكتب

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1403 ہجری

پبلشر کا مقام

لبنان

مشاركا لَهُ فِي جَمِيع أَوْصَافه الْجَائِزَة والواجبة والمستحيلة ويعبر عَنهُ بِأَن المثلين كل شَيْئَيْنِ يَنُوب أَحدهمَا مناب صَاحبه ويسد مسده وَأَصله قَوْله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير وَقَوله ﴿وَلم يكن لَهُ كفوا أحد﴾ وَقَوله ﴿هَل تعلم لَهُ سميا﴾
٩ - وَأَن تعلم أَن خَالق الْعَالم لَا يجوز عَلَيْهِ الْحَد وَالنِّهَايَة لِأَن الشَّيْء لَا يكون مَخْصُوصًا بِحَدّ إِلَّا أَن يَخُصُّهُ مُخَصص بذلك الْحَد ويقرره على تِلْكَ النِّهَايَة بِجَوَاز غَيره من الْحُدُود عَلَيْهِ والصانع لَا يكون مصنوعا وَلَا محدودا وَلَا مُخَصّصا وَأَصله فِي كتاب الله تَعَالَى قَوْله تَعَالَى ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم﴾ الْآيَة مَعَ قَوْله ﴿فَأتى الله بنيانهم من الْقَوَاعِد﴾ وَمَعَ قَوْله ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ وَلَو كَانَ مَخْصُوصًا بِحَدّ وَنِهَايَة وَجُمْلَة لم يجز أَن يكون مَنْسُوبا إِلَى أَمَاكِن مُخْتَلفَة متضادة وَكَانَ لَا يجوز أَن يكون مَعَ كل وَاحِد وَأَن يكون على الْعَرْش وَأَن يَأْتِي ببنيان قوم سلط عَلَيْهِم الْهَلَاك فجَاء من الْجمع بَين هَذِه الْآيَات تَحْقِيق القَوْل بِنَفْي الْحَد وَالنِّهَايَة واستحالة كَونه مَخْصُوصًا بِجِهَة من الْجِهَات وَفِي الْجمع بَين هَذِه الْآيَات دَلِيل على أَن معنى قَوْله ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم﴾ إِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى الْعلم بأسرارهم وَمعنى قَوْله ﴿فَأتى الله بنيانهم من الْقَوَاعِد﴾ أَي خلق فِي بُنيان الْقَوْم معنى من زَلْزَلَة ورجف يكون ذَلِك سَبَب خرابه كَمَا قَالَ ﴿فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم﴾ وَأَن معنى قَوْله ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ مَعْنَاهُ قصد إِلَى خلق الْعَرْش كَمَا قَالَ ﴿ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِي دُخان﴾ وَيكون معنى على فِي هَذَا الْموضع بِمَعْنى إِلَى أَو يكون الْعَرْش فِي هَذِه الْآيَة بِمَنْزِلَة المملكة كَمَا يُقَال ثل عرش فلَان إِذا زَالَ ملكه وكما قَالَ الشَّاعِر

1 / 158