Al-Sunnah and Its Importance by Al-Siba’i, Islamic Office Edition

Mustafa al-Siba'i d. 1384 AH
84

Al-Sunnah and Its Importance by Al-Siba’i, Islamic Office Edition

السنة ومكانتها للسباعي ط المكتب الإسلامي

ناشر

المكتب الإسلامي

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م (بيروت)

اصناف

«اعْلَمْ أَنَّ أَصْلَ الكَذِبَ فِي أَحَادِيثِ الفَضَائِلِ جَاءَ مِنْ جِهَةِ الشِّيعَةِ ... الخ (١) وَقَدْ قَابَلَهُمْ جَهَلَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ بِالوَضْعِ أَيْضًا». فِي أَيِّ جِيلٍ نَشَأَ الوَضْعُ؟: ليس من السهل علينا أن نتصور صحابة رسول الله ﷺ الذين فَدَوْا الرسول بأرواحهم وأموالهم وهجروا في سبيل الإسلام أوطانهم وأقرباءهم، وامتزج حب الله وخوفه بدمائهم ولحومهم: أن نتصور هؤلاء الأصحاب يقدمون على الكذب على رسول الله ﷺ كانت الدواعي إلى ذلك بعد أن استفاض عندهم قول حبيبهم ومنقذهم ﷺ: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (٢) ولقد دلَّنَا تاريخ الصحابة في حياة الرسول وبعده أنهم كانوا على خشية من الله وَتُقًى يمنعهم من الافتراء على الله ورسوله أنهم كانوا على حرص شديد على الشريعة وأحكامها وَالذَبِّ عنها وإبلاغها إلى الناس، كما تَلَقَّوْهَا عن رسوله، يتحملون في سبيل ذلك كل تضحية، ويخاصمون كل أمير أو خليفة أو أَيَّ رجل يرون فيه انحرافًا عن دين الله، لا يخشون لومًا، ولا موتًا، ولا أذى، ولا اضطهادًا. هَذّا عُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ فَيَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تُغَالُوا فِي مُهُورِ النِّسَاءِ لَوْ كَانَ ذَلِكَ مَكْرُمَةً عِنْدَ اللهِ لَكَانَ أَوْلاَكُمْ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ» ... الخ، فَتَقُومُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فَتَقُولُ لَهُ عَلَى مَسْمَعٍ مِنَ الصَّحَابَةِ جَمِيعًا: مَهْلًا يَا عُمَرُ! يُعْطِينَا اللهُ وَتَحْرِمُنَا أَنْتَ؟ أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ ﷿ ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ...﴾ (٣) فَيَقُولُ عُمَرُ: (امْرَأَةٌ أَصَابَتْ وَرَجُلٌ أَخْطَأَ) (٤). وها هو يجادل أبا بكر

(١) " شرح نهج البلاغة ": ٢/ ١٣٤. [انظر في قول ابن أبي الحديد، صفحتي ٢٠٣ و٢٥٤]. (٢) حديث مشهور ادعى بعض العلماء أنه متواتر رواه سبعون صحابيًا، وادَّعى غيرهم أكثر وقد خَرَّجَتْهُ كتبُ السُنّة كلها. (٣) [سورة النساء، الآية: ٢٠]. (٤) أخرج خبر خطبة عمر الإمام أحمد في " مسنده "، وأصحاب السنن من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي. أما خبر رد المرأة عليه فقد أخرجه أبو يعلى الموصلي في " مسنده "، وفيه راو ضعيف، وله طرق أخرى منقطعة.

1 / 76