Al-Sheikh Abdul Rahman bin Saadi and His Efforts in Clarifying the Doctrine

Abdul Razzaq bin Abdul Mohsin Al-Badr d. Unknown
2

Al-Sheikh Abdul Rahman bin Saadi and His Efforts in Clarifying the Doctrine

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة

ناشر

مكتبة الرشد،الرياض

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

وقال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ ١. وقد ختمهم الله سبحانه بمحمد ﷺ، البشير النذير، والداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، فعمل على ما كان عليه إخوانه المرسلون من العناية بعقيدة التوحيد فأخذ ينادي بهذه العقيدة في أرجاء قومه، الذين عكفوا على أصنام لهم متخذينها آلهة، يدعونها ويذبحون لها ويتوسلون بها ويقدمون لها أنواعًا لها كثيرة من العبادة، مع أنها حجارة لا تضر ولا تنفع، ولا تملك لنفسها ضرًا ولا رشدًا، فضلا عن أن تملك لغيرها شيئًا. فأخذ ينادي بينهم بهذه العقيدة، ويصدع بينهم بقوله: "قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا"٢. فما كان منهم إلا أن أنكروا دعوته، وردوا مقالته، فقالوا له متعجبين ولدعوته مستنكرين: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ٣. فما استكان ولا توانى بل استمر ﷺ يدعو إلى هذه العقيدة، فدعا إليها ثلاثة عشر عاما في مكة، وواصل ذلك في المدينة بعد أن هاجر إليها. فنفع الله بدعوته، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الواحد الديان. وفتح الله به أعينًا عميًا وقلوبًا غلفًا وآذانًا صمًا. قال تعالى: ﴿قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ ٤. وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

١ سورة النحل/ الآية ٢. ٢ أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد /٢٧ وابن حبان (موارد الظمآن: ١٦٨٣) والدارقطني ٣/٤٥، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/٧٦٠، والبيهقي ١/٧٦، ٢١٦، والحاكم ٢/٦١٢ عن طارق بن عبد الله المحاربي ﵁. ويروى عن غيره من الصحابة، قال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال المحدث أبو الطيب أبادي في التعليق المغني على سنن الدارقطني (ورواته كلهم ثقات) . أ. هـ ٣ سورة ص/ الآية ٥. ٤ سورة الطلاق/ الآيتان ١٠، ١١.

1 / 4