الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
اصناف
فيما يعلم به الصانع، وهو كل ما سواه من الجواهر والاعراض، فإنها لامكانها وافتقارها إلى مؤثر واجب لذاته تدل على وجوده، وجمعه ليشمل ما تحته من الاجناس المختلفة، وغلب العقلاء منهم، فجمعه بالياء والنون كسائر أوصافهم.
وقيل اسم وضع لذوي العلم من الملائكة والثقلين، وتناوله لغيرهم على سبيل الاستتباع.
وقيل المراد به الناس ههنا، فإن كل واحد منهم (عالم أصغر) من حيث إنه يشتمل على نظائر ما في (العالم الاكبر)، من الجواهر والاعراض التي يعلم بها الصانع، كما يعلم بما أبدعه في العالم الاكبر (اصطفاه) أى اختاره (وفضله) عليهم أجمعين.
(صلى الله عليه) من الصلاة المأمور بها في قوله تعالى: (صلوا عليه وسلموا، تسليما)(1)، وأصلها الدعاء ، لكنها منه تعالى مجاز في الرحمة وغاية السؤال بها عائد إلى المصلي، لان الله تعالى قد أعطى نبيه (صلى الله عليه وآله) من المنزلة والزلفى لديه ما لا تؤثر فيه صلاة مصل، كما نطقت به الاخبار(2)، وصرح به العلماء الاخيار. وكان ينبغي اتباعها بالسلام عملا بظاهر الامر(3)
صفحہ 234