149

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

اصناف

شیعہ فقہ

وعز على الطالب الناشئ أن يفقد والده الذي كان يحنو عليه ويحفه بعتايته ورعايته أيام الدراسة، إلا أنه كان أجلد وأقوى من أن يغير سيره في الدراسة والبحث لمثل هذه الحوادث التي تعرض الانسان في الحياة.

ولم يشأ (الشهيد) أن يبقى ثابتا على المستوى الفقهي الذي بلغه حتى هذا الوقت، ويحتل مكان والده، فقد كان يرنو إلى مستوى أسمى من ذلك. والذي يميز الرجال البارزين في التاريخ عن غيرهم ليس الكفاءة والنبوغ وحده، وإنما هو قبل ذلك الثبات والصمود أمام المشاكل التي تعترضهم في الطريق، والهمم العالية التي تدفعهم دائما إلى الامام وكان (الشهيد) من أولئك الافذاذ من الرجال الذين لم يركنوا إلى الراحة والهدوء والاستقرار، ولم تتقاعس بهم هممهم عند حد من الفضل والمكانة.

فرأى (الشهيد) في (ميس)(1) وهو بعد لم يتجاوز سني المراهقة بهجر وطنه، ويذهب إلى (ميس) لتكميل دراسته، فحضر فيها على الشيخ الجليل (علي بن عبد العالي الكركي) قدس الله سره من سنة 925 حتى سنة 933، وقرأ عليه (شرايع الاسلام) و(الارشاد) واكثر (القواعد). وفي غالب الظن أن دراسة (الشهيد) في هذا الدور للشرائع والارشاد والقواعد لم تكن دراسة سطحية، وانما كانت شيئا بين البحث النظري والاجتهاد، وبين دراسة السطح.

صفحہ 165