كتاب مدح وهجاء، وكأنَّ الله ﵎ يتِّقي الكفَّار فلا يذكر أسماءهم صراحةًّ بل يكنِّي بهم والعياذ بالله من هذا القول!.
لقد استنكر أئمَّة أهل البيت هذه التأويلات واستشنعوها وحذَّروا منها تحذيرًا شديدًا، فقد قيل للإمام جعفر «الصادق»: إنَّ أحدَهم يروي عنك تفسير قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾: بالإمام، فقال «الصادق» ﵁: لا والله لا يأويني وإيَّاه سقفُ بيتٍ أبدًا، هم شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغَّر عظمة الله تصغيرهم شيء قط.. والله لو أقررت بما يقول فيَّ أهل الكوفة لأخذتني الأرض، وما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على شيءٍ ضرَّ ولا نفع (^١).
وأهل الكوفة الذين حذَّر منهم «الصادق» في الرواية السابقة، هم جابر الجعفي وزرارة بن أعين، وأمثالهما ممن استحلّوا الكذب على أهل البيت، ووضعوا عليهم الأحاديث والأكاذيب فأضلَّوا بها خلقًا كثيرًا، نسأل الله العافية، ودورنا أيها القارئ الكريم - إن كنَّا من محبِّي أهل البيت حقا- أن ننزَّههم من هذا الكذب وننصرهم على من كذبوا عليهم بإظهار تراثهم الحقيقي من بين أكوام الكذب والافتراءات المنسوبة لهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.