The Jurisprudential Rules and Principles in Imam Al-Shafi'i's Book 'Al-Umm'
القواعد والضوابط الفقهية في كتاب الأم للإمام الشافعي
ناشر
دار التدمرية
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
1429 ہجری
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
جماعة من أهل اليمن منهم مطرف بن مازن (١) وغيره، إلى أن حدثت تلك الفتنة والمحنة.
رحلته إلى العراق:
في سنة ١٨٤ هـ حمل الشافعي إلى العراق مكبلاً متهماً بأمر خطير كاد أن يدنيه من الهلكة، وبفضل صدقه وعلمه وبراءته وفصاحته ورباطة جأشه، فرّج الله عنه محنته (٢).
وبعد هذه الفتنة لبث الشافعي - رحمه الله - في بغداد زماناً يختلف إلى شيوخها وعلمائها، ولم يذكر أحد من الرواة - فيما أعلم - كم لبث فيها هذه المرة، والمظنون أن إقامته كانت طويلة؛ إذ كتابة كُتُب محمد بن الحسن (٣) وسماعها عليه واشتغاله بمناظرة العلماء والفقهاء والمحدثين، كل هذا يحتاج إلى زمن ليس بالقصير.
وعاد الشافعي قافلاً من بغداد إلى مكة ومعه حمل بعير من علم أهل الرأي، فاجتمع له علم أهل الرأي وأهل الحديث، فتصرف في ذلك حتى أصّل الأصول وقعّد القواعد، وأذعن له الموافق والمخالف، واشتهر أمره وعلا ذكره وارتفع قدره،
(١) هو: مطرف بن مازن الصنعاني، حدث عن معمر وابن جريج، وكان رجلاً صالحاً، وكان قاضياً على صنعاء، ومع جلالته في الفقه غير أنه ضعيف في الحديث، توفي - رحمه الله - سنة ١٩١ هـ. انظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٩٧.
(٢) أما تفصيل رواية نجاته أمام هارون الرشيد فانظرها في: توالي التأسيس ٧٠.
(٣) هو محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله، الشيباني ولاء، ولد سنة ١٣٢ هـ بواسط من مدن العراق، صاحب أبي حنيفة وناشر علمه، إمام الفقه والأصول، قال الإمام الشافعي في حقه: (( ما رأت عيناي مثل محمد بن الحسن، ولم تلد النساء في زمانه مثله)) ومن مؤلفاته: المبسوط أو الأصل، والجامع الصغير، والجامع الكبير، توفي - رحمه الله - سنة ١٨٩ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ٩/ ٢٨٧، طبقات ابن سعد ٢٣٦/٦، الجواهر المضية ٢/ ٤٢.
29