وقال عبد الملك الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: لم أنظر في كتاب أحد ممن وضع كتب الفقه غير الشافعي وإنه قال لي: لم لا تنظر فيها؟ وذكر لي كتاب الرسالة مقدمة من كتبه^(١) وقال قتيبة بن سعيد: "لو وصلتني كتب الشافعي لكتبتها، ما رأت عيني أكيس منها"^(٢) وقال حرملة: كان أبي قد رتب لي كاتباً، وقال للكاتب: "أكتب كل ما تكلم به الشافعي"^(٣) وقال محمد بن علي المديني قال لي أبي "لا تترك حرفاً للشافعي إلا وأكتبه"^(٤) وقال محمد بن علي المدني: "إني لا أترك للشافعي حرفاً واحداً إلا كتبته فإن فيه معرفة"^(٥) وقال محمد بن يعقوب "سمعت علي بن المديني يقول لعلي بن المبارك وقد ذكر مسألة فقال له علي بن المديني: عليكم بكتب الشافعي"^(٦).

وعن أحمد بن سلمة النيسابوري قال: تزوج إسحاق بن راهويه إمرأة كان عند زوجها كتب الشافعي فتوفي، فلم يتزوج بها إلا لأجل كتب الشافعي، فوضع جامعه الكبير على كتاب الشافعي^(٧). وإذا تقررت هذه الجملة من معرفة كتبه في الجملة، وثناء العلماء عليها فأعلم أن مكثه بمكة انصب على إلقاء الدروس في حلقته بالمسجد الحرام والنظر والبحث فيما