180

Al-Mulakhas fi Sharh Kitab al-Tawheed

الملخص في شرح كتاب التوحيد

ایڈیشن

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠١م

اصناف

وعن أبي هريرة –﵁ قال: قال رسول الله –ﷺ: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" (١) رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات.
ــ
لا تجعلوا بيوتكم قبورًا: لا تعطّلوها من صلاة النافلة والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور.
ولا تجعلوا قبري عيدًا: العيد: ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان. أي: لا تتخذوا قبري محل اجتماعٍ تترددون إليه وتعتادونه للصلاة والدعاء وغير ذلك.
فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم: أي ما ينالني منكم من الصلاة يحصل مع قربكم وبعدكم من قبري فلا حاجة بكم إلى المجيء إليه والتردد عليه.
المعنى الإجمالي للحديث: نهى –ﷺ عن تعطيل البيوت من صلاة النافلة فيها والدعاء وقراءة القرآن فتكون بمنزلة القبور؛ لأن النهي عن الصلاة عند القبور قد تقرر عندهم فنهاهم أن يجعلوا بيوتهم كذلك، ونهى عن تكرار زيارة قبره والاجتماع عنده على وجهٍ معتاد لأجل الدعاء والتقرب؛ لأن ذلك وسيلةٌ إلى الشرك، وأمر بالاكتفاء عن ذلك بكثرة الصلاة والسلام عليه في أي مكان من الأرض؛ لأن ذلك يبلغه من القريب والبعيد على حدّ سواء، فلا حاجة إلى انتياب قبره.
مناسبة الحديث للباب: أن فيه حسمًا لمادة الشرك، وسدًا للطرق

(١) أخرجه أبو داود برقم "٣٠٤٢" وأحمد في مسنده "٢/٣٦٧".

1 / 185