186

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

ناشر

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

اصناف

ترتيب السور
لم يقع خلاف بين الأمة في أن ترتيب الآيات كان بتوقيف من النبي ﷺ، إذ كان يقرؤه على الصحابة ليل نهار، ولم يُسمع من أحدهم أنه خالفَ في ترتيب آية من الآيات.
أما مسألة ترتيب السور فقد وقع فيها خلاف؛ هل كان بتوقيف من النبي ﷺ أم باجتهاد من الصحابة؟ وبعض العلماء يجعل الخلاف على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه بتوقيف من النبي ﷺ.
الثاني: أن الترتيب باجتهاد الصحابة.
الثالث: من يرى أن بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي.
وهي تؤول - في النهاية - إلى قولين: التوقيف والاجتهاد، ولكل قول وجه معتبرٌ، وحظٌّ من النظر.
والخلاف بين هذين القولين قويٌّ جدًّا، والذي يترجَّح - والله أعلم - القول الأول لأمورٍ؛ منها:
١ - أنه قد ثبت في أحاديث عديدة ذكر سور القرآن المتوالية حسب ترتيب المصحف، ولم يرد خلاف ذلك إلا في حديث واحد، وله دلالة لا تخالف كون الترتيب توقيفيًا كما سيأتي.
ومن الأحاديث المرتبة للسور ما رواه مسلم بسنده عن أبي أُمامة الباهلي ﵁، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.
اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة

1 / 197