Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

Abdul Qadir Atta Sufi d. Unknown
150

Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

المفيد في مهمات التوحيد

ناشر

دار الاعلام

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ

اصناف

ولو ثبت أن هذه الحادثة وقعت في ليلة بعينها، فلا يجوز تخصيصها، أو تفضيلها على غيرها من الليالي بشيء من العبادات، لعدم ورود الشرع بشيء من ذلك. ومن فعل شيئا من ذلك فقد ابتدع في دين الله ما ليس منه. يقول الشيخ علي محفوظ ﵀ عن ابتداع أصحاب هذا العصر احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان: ومنها ليلة المعراج التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها، وقد تفنن أهل هذا الزمان بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروبا كثيرة؛ كالاجتماع في المساجد، وإيقاد الشموع والمصابيح فيها وعلى المنارات، مع الإسراف في ذلك، واجتماعهم للذكر والقراءة، وتلاوة قصة المعراج١. ٢- حادثة المولد النبوي: لم يستطع العلماء تحديد ليلة بعينها ولد فيها رسولنا ﷺ، بل ولا شهر بعينه، وبينهم في ذلك خلاف مشهور؛ فمنهم من قال إنه ولد في رجب، ومنهم من قال في رمضان، ومنهم من قال في ربيع الأول. حتى من قالوا إنه ﷺ ولد في ربيع الأول اختلفوا في تحديد يوم مولده: أهو الثاني، أو الثامن، أو العاشر، أو الثاني عشر، أو السابع عشر، أو الثامن عشر، أو الثاني والعشرين٢. وأتى العبيديون في القرن الرابع الهجري، فجزموا أن مولده ﷺ كان في شهر ربيع الأول؛ في الثاني عشر منه، وأحدثوا الاحتفال فيه٣، فخالفوا ما عليه المسلمون طيلة أربعة قرون. على الرغم من عدم وجود ما يرجح قولهم. والذي أجمع عليه العلماء: أن الأمة الإسلامية أصيبت في هذا الشهر بأعظم مصاب، وهو وفاته ﷺ، والذي عليه جمهورهم أيضا: أنها كانت في الثاني عشر من هذا الشهر٤.

١ الإبداع في مضار الابتداع لعلي محفوظ ص١٤١. ٢ انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد ١/ ١٠٠-١٠١. والسيرة النبوية لابن هشام ١/ ١٥٨. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص٢٥-٢٦-. والبداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٣٧٣-٣٨٠. ٣ انظر المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي ١/ ٤٢٣-٤٣٣. ٤ انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/ ٢٧٢-٢٧٥. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص٥٦٨-٥٧١-. وفتح الباري لابن حجر ٨/ ١٢٩. ولطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص٢١٢.

1 / 171