Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
ناشر
دار الاعلام
ایڈیشن نمبر
الأولى ١٤٢٢هـ
اشاعت کا سال
١٤٢٣هـ
اصناف
ثانيا: السمعة من أنواع الشرك الأصغر:
أولا: تعريف السمعة لغة واصطلاحا
السمعة في اللغة مشتقة من السماع والإسماع. وهي ما يسمع به من صيت. يقال: فعل ذلك رياء وسمعة؛ أي ليراه الناس ويسمعوا به١.
والسمعة اصطلاحا: إظهار العبادة بقصد سماع الناس. أو تحدث الإنسان بأعماله التي عملها ليمدحه الناس بها. ويدخل فيه: أن يعمل العمل ليلا، ثم يحدث به الناس في النهار٢.
والفرق بين الرياء والسمعة: أن الرياء يتعلق بحاسة البصر والسمعة تتعلق بحاسة السمع٣.
ثانيا: حكم السمعة، مع الدليل
السمعة محرمة بنص الكتاب والسنة؛ فمن الكتاب: قوله ﷿:
﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: من الآية١١٠]، ومن السنة: قوله ﷺ: "من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به" ٤.
ثالثا: متى ينقلب حكم الرياء والسمعة من شرك أصغر إلى شرك أكبر
يدخل الرياء والسمعة تحت حكم الشرك الأكبر بأحد ثلاثة أمور:
١- أن يرائي الإنسان، أو يسمع بأصل إيمانه؛ يظهر أمام الناس أنه مؤمن ليعصم دمه وماله.
٢- أن يغلب الرياء أو السمعة على أعمال الإنسان.
٣- أن يغلب على أعماله إرادة الدنيا؛ بحيث لا يريد بها وجه الله.
رابعا: حكم العبادة إذا اتصل بها رياء أو سمعة
إذا كان قصد العابد بعبادته مراءاة الناس من الأصل؛ فهذا مبطل للعبادة. أما إذا طرأ الرياء أو السمعة أثناء العبادة؛ فلا يخلو حال العبادة من أن يكون أولها مرتبطا بآخرها -كالصلاة مثلا، فتبطل جميع العبادة إذا لم يدافع الرياء أو السمعة وسكن إليهما، أما إذا لم يكن أول العبادة مرتبطا بآخرها -كالصدقة مثلا بمائة ريال؛ خمسون منها دخله الرياء- فيبطل منها ما خالطه الرياء أو السمعة٥.
١ انظر: لسان العرب لابن منظور ٢/ ٢٠٣-٢٠٤. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص٤٥٠. ٢ انظر الدين الخالص لصديق حسن خان ٢/ ٣٧٩. ٣ انظر فتح الباري لابن حجر ١١/ ٣٣٦. ٤ صحيح البخاري، كتاب الرقائق، باب الرياء والسمعة -وهذا لفظه، وكتاب الأحكام، باب: من شاق شق الله عليه. وصحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله. ٥ انظر فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ص٢٠٠-٢٠١.
1 / 129