============================================================
مقالات البلخي القول في الأرزاق: قالت المعتزلة ومن وافقها: إن الرزق على وجهين: فوجة منه ما خلق الله من مأكول ومشروب وملبوس، وكل منتفع به، هذا كله خلقه الله رزقا للعباد، فمن زعم من هذا الوجه أن أحدا أكل وشرب وانتفع بما لم يجعله الله رزقا له، فمخطم جاهل، لأن في قوله ذلك إيجابا أن من الأجسام من لم يفعله الله وهذا كفز.
والوجه الآخرهو ما حكم الله به من هذه الأرزاق لبعض عباده دون بعض وخص به قوما دون قوم، كما جعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وحكم به للزوج والزوجة والعصبق وما فسره في آية الضدقات والفيء والغنيمة وما جعله لليتامى والمساكين وغيرهم. قالوا: فهذه أرزاق قسمها الله لهذه الأصناف، فقد يجوز أن يتظالم العباد فيها ويستولي بعضهم على رزق بعضى- أي على قسمه- فيأكله ويغتصبه، فيكون من فعل ذلك ظالما آخذا رزق غيره مستوليا على مالم يجعله الله له. وقد يقول القائل: وكلت فلانا بقبض رزقي من الطعام في الديوان، فقبضه وأكله وغصبني عليه. قالوا: ومحال أن يكون الله جعل ما أخذه الظالم واغتصبه رزقاله إلا على المعنى الذي ذكرنا من أنه جعله يصلح للانتفاع به.
وقالت المجبرة والحشوية: إن كل من أكل شييا أو شربه أو انتفع به، فإنما انتفع برزقه الذي جعله الله رزقا له من كل الوجوه، ولن يجوز أن يأكل أحد رزق صاحبه على وجه من الوجوه، حراما كان أو حلالا.
القول في الشهادة: قالت الحشوية وبعض المجبرة: إنها قتل الكافر للمؤمن، وأوجبوا أن
صفحہ 346