339

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة باقتحامها فمن اقتحمها نقل إلى الجنق، ومن امتنع أدخل النار.

وقال قوم: إن الله يعلم ما كانوا عاملين لو امتحنهم، فمن علم أنه كان يطيعه لو امتحنه أدخله الجنة، ومن علم أنه كان يعصيه أدخله النار.

القول في نعيم الأطفال في الجنة: قال أكثر أهل العدل: إن من النعيم(1) الذي يصل إلى الأطفال في الآخرة ما هو عوض عن الألم الذي ئصيبهم في الدنيا.

وقالوا: وقد يجوز أن يكون العوض من غير كسب للمعؤض، قد يقول القائل: عؤضت فلانا عما ذهب به اللصوص وعما غصبته من ماله، فلا يكون العوض عن كسب المعؤض.

وقال عباد: إن العوض لا يكون إلا عن كسب وعمل للمعؤض، وعن صبر يكون منه على الألم يتقرب به إلى الله عز وجل، ليس للطفل كسث ولا صبو على ما ناله من الألم يقرب به. وزعم أن نعيم الأطفال بفضل وليس بعوض على حال.

القول في علة إيلامهم في الدنيا: قال قوم: إن الله آلمهم ليعتبر بذلك آباؤهم وأمهائهم ومن بحضرتهم ويمتحنهم به، ثم هو يعؤضهم في الآخرة. وهذا قول جمهور المعتزلة.

وقال أصحاب اللطف: إنه آلمهم ليعؤضهم، وقد يجوز أن يكون إعطاؤه اياهم ذلك العوض من غير ألم أصلح لهم، ولكن ليس عليه/ أن يفعل الأصلح. (13/ ب) (1) في الأصل: نعيم.

صفحہ 339