============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وقال هشام الأرمني: إن الاستطاعة كلها لا يكون الفعل إلا به، ولكن ذلك كله قبل الفعل.
وقال أبو الحسين: وقال هشام بن سالم: إن القدرة جسم، وإنها بعض المستطيع، قال: وكان جهم يقول: إن القدرة جسم.
وحكى الملقب ببرغوث: أن قوما ممن يزعم أن كلها لا يكون الفعل إلا به استطاعة، يقولون: إن الإنسان لا يسمى مستطيعا بوجودها، وإنما يكون مستطيعا إذا ورد السبب من قبل الله، فإذا ورد كان مستطيعا للفعل مع الفعل غير مستطيع لتركه، وإن تركه منه محال في ذلك الوقت، وإن الله قد أمره بالمحال.
وحكى أيضا: أن فرقة من هؤلاء يسمون هذه الأشياء التي لا يكون الفعل الا بها وبوجودها وهي قبل الفعل قدرة على الفعل وإن لم يحدث السبب، قالوا: فإذا حدث السبب كان قادرا على الفعل والترك للآلات دون الحادث، وأما الحادث فلا يكون قادرا به إلا على الفعل الموجود.
وحكى أيضا: أن فرقة منهم قالت: إن الإنسان وإن كان قادرا بالآلات والحدة على الفعل قبل حدوثه فإنه غير قادر عليه من وجه عدم التوفيق الذي به يكون الفعل، فهو قادر من وجه وغير قادر من وجه: وحكى أيضا: أن قومأ زعموا أن الاستطاعة بعض الجسم وأتها في جسم وأحسب هذا قول من يقول بالمجاورة.
و، وحكى أيضا: أن قوما زعموا أنها هي الفعل، وهي غير الووح والبدن، وأن من هؤلاء من يسميها الجوهر، ومنهم من يسميها شيئا آخر.
وحكى أيضا: أن قوما قالوا: إن الطبائع من الحر والبرد واليبس والرطوبة اذا اعتدلت كانت قوية بأنفسها.
صفحہ 303