293

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة نبيا كان قبل نبوته كافرا أو فاسقا، وإن الأنبياء عليهم السلام قبل نبوتها على منزلتين: إما أن تكون على ما يوجبه العقل من توحيد الله وعدله وحكمته ورحمته، أو على دين قد سبق وقال قوم من الخوارج ومن غيرهم فيما أحسب: إنه قد يجوز أن يبعث الله تبارك وتعالى نبيا يعلم أنه يكفر. ولا أدري كيف يقولون في تجويز إرسال من كان كافرا قبل النبوة، ولا يجوز أن يبعث من يعلم أنه يكفر بعد النبوة؟

وقال أكثر الأمة: إن كثيرا منهم قد كانوا مبعوثين إلى قوم دون قوم.

واختلفوا: فقال قوم: إن النبي لا يبعث إلى قوم إلا وهو يحسن الكلام بلغتهم ولسانهم،/ وكذلك يزعمون أنه واجث أن يعلم كل صناعة.

وقال قوم: ليس يجب ذلك، وإنما يعلمه الله ما يحتاج الناسن إليه من أمر دينهم، وقد يجوز أن يكون الأمر فلا يكون فيه عنده علم ذلك حتى يوحية الله اليه.

وقالوا: وحجته قد تقوم إلى من بعث إليه وإن كان لا يحسن الكلام بلغتهم، غير أنه لا بد أن يكون عارفا بلغة من بحضرته وأهل بلده أو قبيلته.

القول في تفضيل الأنبياء- عليها جميعا السلام - على بعض: قال ضرار: ليس يجوز أن نفضل بعضهم على بعض بعينه واسبه.

وقالت المعتزلة وأكثر أهل النظر: إن نبينا عليه السلام أفضل الأنبياء كلهم صلوات الله عليه وعليهم، واحتخوا في ذلك بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"ا.

صفحہ 293