103

المنصوري في الطب

المنصوري في الطب

أعظم التغيير في البلدان، من عروضها. وذلك أن البلدان الشمالية أبرد، والجنوبية أسخن. والبلدان الباردة أصح وأهلها أجسم وأقوى وأجود هضما وأحسن ألوانا وألين أبدانا. والبلدان الحارة بالضد. والبلدان التي يسترها عن ناحية الشمال جبل يقل لذلك هبوبها فيها وتعدم المنافع المكتسبة من ريح الشمال. فإن كانت تهب عليها مع ذلك الجنوب صار مزاجها حارا رطبا. ومزاج البلدان الشمالية بارد يابس قليل الحميات والعفن. وأجود البلدان وأعدلها المكشوف للمشرق والمستور عن المغرب. وشر البلدان ما ضاد هذا. والبلدان التي تكون في ناحية الشمال منها بحر تصير شمالية والتي تكون في ناحية الشمال منها جبل وتكون مكشوفة للجنوب تكون جنوبية. والبلدان التي تحيط بها جبال من كل ناحية أو تكون في جوبة، تكون ومدة. والبلد الرفيع الذي يكثر فيه هبوب الرياح يكون (فسيحا) لطيف الهواء، والبلد الكثير الماء والشجر، يكون أكثر رطوبة وومدا. والبلد الأجرد القليل الماء يكون يابسا. وإن كان صخريا، كان أيبس. والبلد الذي أرضه طين حر، معتدل في الرطوبة واليبس. وإن كان أسود حمائي وله ريح منكر، فإنه رديء عفن. والتربة السبخة إذا كانت مع هواء حار كانت اردأ. وإن كانت باردة كانت أقل رداءة. وبالجملة فالبلدان الحارة تصفر اللون وتسوده وتقلل اللحم والدم وتنهك البدن وتحل القوة. والباردة بالضد من ذلك. والبلدان الرطبة تطيل الشعر وتلين الجسد وتخصبه وترخي العصب. والبلد اليابس بالضد من ذلك..

في قوة المربيات:

صفحہ 164