al-Mansub 'ala Naẓ' al-Khafid fi al-Qur'an

Ibrahim bin Suleiman Al-Buaymi d. Unknown
54

al-Mansub 'ala Naẓ' al-Khafid fi al-Qur'an

المنصوب على نزع الخافض في القرآن

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

العدد ١١٦،السنة ٣٤

اشاعت کا سال

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

اصناف

ذهب جمهرة من المفسرين: إلى أنَّ الغمام في الآية إنما هو آلة الظل، ولا يجوز أن يكون مفعولًا به، لأنه لم يقع عليه فعل الفاعل، إلا بتأويل: جَعَلْنا الغمامَ عليكم طبقات، فالطبقة العليا تُظِلُّ التي أسفل منها، ولهذا حكموا عليه بأنه منزوع الخافض أي ظَلَّلَناكم بالغمام، أشار إلى ذلك أبو البقاء١، ومنع أن يكون الفعل متعديًا إلى الغمام بنفسه، لأنه لم يقع عليه فعل الفاعل، وقال أبوحيّان:"مفعول على إسقاط حرف الجر، أي بالغمام كما تقول ظلَّلْتُ على فلان بالرداء، أو مفعول به لا على إسقاط الحرف، ويكون المعنى جعلناه عليكم ظُلَلًا، فعلى هذا الوجه الثاني يكون (فَعَّل) فيه بجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه كقولهم: عدَّلت زيدًا أي: جعلته عدلًا فكذلك هذا، معناه: جعلنا الغمام عليكم ظُلّة، وعلى الوجه الأول تكون (فَعَّل) فيه بمعنى أفعل، فيكون التضعيف أصله للتعدية ثم ضمِّن معنى فِعْلٍ يُعدَّى بـ (على) فكأن الأصل: وظلَّلناكم أي أظللناكم بالغمام"٢، ويرى السمين أنَّ الغمام مفعول به للفعل ظَلَّلَ على تضمين (ظلَّل) معنى (جَعَلَ) ٣، وحكى قول أبي البقاء السابق، وقال عنه: إنه تفسير معنى لا إعراب وعلَّل ذلك بقوله: "لأن حذف حرف الجر لا ينقاس"٤، وقال المنتجب: "أي: جعلنا الغمام يُظِلُّكُم"٥.

١ التبيان: ١/٦٥. ٢ البحر: ١/٣٤٥. ٣ وإليه مال الزمخشري ينظر الكشاف: ١/٢٨٢، ٢/ ١٢٤. ٤ الدر المصون: ١/٣٦٩. ٥ الفريد: ١/٢٩٤.

1 / 314