144

المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره

المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره

ناشر

موسسة الرسالة

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

روي عن ابن عباس عن عثمان ﵃ أنه قال: (كان رسول الله ﷺ إذا أنزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا» (١).
وعن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله ﷺ نؤلف القرآن من الرقاع (٢).
خلاصة ما تقدم أن القرآن الكريم قد حفظ في صدور الكثير من الصحابة. وقد كتب القرآن كله، فتحقق جمع القرآن في عهد النبي ﷺ حفظا وكتابة في الصدور وفي السطور، سئل محمد بن الحنفية ما ترك النبي ﷺ فقال: (ما ترك إلّا ما بين الدفتين، أي: القرآن).
يتضح مما تقدّم أن تواتر القرآن، وقطعيته في الحفظ والرواية دون الكتابة التي لم تتواتر كما هو معروف من أمر كتبة الوحي، فكان النبي ﷺ يدعو بعض من يكتب عنده، وربما كتب الواحد والاثنان أو دون العدد الذي يتحقق به التواتر.

(١) أخرجه أحمد ١/ ٥٧، ٦٩، وأبو داود (٧٨٦)، والترمذي (٣٠٨٦)، والنسائي في «فضائل القرآن» (٣٢)، وقال الحاكم في المستدرك ٢/ ٢٣٠: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٢) أخرجه أحمد ٥/ ١٨٤ و١٨٥، والترمذي (٣٩٥٤)، والحاكم في «المستدرك» ٢/ ٢٢٩ وقال:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

1 / 156