اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
تعالى ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾ وقوله تعالى ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ قوله تعالى ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلْتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾.
ومحمد من باب التفعيل للمبالغة، قال النووي رحمه الله تعالى: وأما تسمية رسول الله ﷺ محمداً فقال أهل اللغة: رجل محمد ومحمود إذا كثرت خصاله المحمودة: قال أبو الحسين أحمد بن فارس في كتابه المجمل وبذلك سمي رسول الله ﷺ محمداً يعني ألْهَم اللهُ تعالى أهله تسميته به لما علم من خصاله المحمودة، وأنشد أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري في صحاحه وغيره قول الشاعر:
إليك أبيت اللعن كان كلالها إلى الماجد القرم الجواد المحمد
وأما أحمد فمن باب التفضيل وقيل: سمي أحمد لأنه علم منقول من صفة وهي أفعل التفضيل ومعناه أحمد الحامدين وسبب ذلك ما ثبت عنه أنه قال: في حديث الشفاعة (ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي) متفق عليه
وقيل الأنبياء حمادون وهو أحمدهم أي أكثرهم حمداً أو أعظمهم في صفة الحمد.
ومحمد منقول من صفة الحمد أيضاً وهو بمعنى محمود وفيه معنى المبالغة
وعلى كلٍ فأحمد أحد أسمائه ففي حديث جبير بن مطعم عن أبيه قال: قال: رسول الله ﷺ لي خمسة أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب (متفق عليه)
وأسماؤه أكثر من ذلك ومنها ما ورد في صحيح البخاري وغيره (أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل)، بل حكى الشنشوري ما نقله ابن الهائم عن أبي بكر بن العربي والنووي - رحمهم الله تعالى جميعاً - أنها ألف اسم.
أما من حيث النسب فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - واسمه شيبة الحمد على الصحيح - ابن هاشم - واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي - واسمه زيد - بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهذا النسب الذي سقناه إلى عدنان لا مرية فيه ولا نزاع وهو ثابت بالتواتر والإجماع.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
٤- و اله و صحبه الأعيان وتابعيهموا على الإحسان
13