Al-Kalimat al-Hisan fi Bayan Uluw al-Rahman
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
اصناف
وَقُلْ: يَنْزِلُ الْجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... بِلا كَيْفَ، جَلَّ الْوَاحِدُ الْمُتَمَدَّحُ
إِلَى طَبَقِ الْدُّنْيَا يمُنُّ بِفَضْلِهِ ... فَتُفْرَجُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُفْتَحُ
يَقُولُ: أَلا مُسْتَغْفرٌ يَلْقَ غَافِرًا ... وَمُسْتَمْنِحُ خَيْرًَا وَرِزْقًَا فَيُمْنَحُ
رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ لاَ يُرَدُّ حَديثُهُم ... ألاَ خَابَ قَوْمٌ كَذَّبُوهُم وَقُبِّحُوا (١)
وقالَ أبو الحسن الأشعريُّ (٣٢٤هـ): «ونصدِّقُ بجميعِ الرواياتِ التي يثبتهَا أهلُ النَّقلِ مِنَ النزولِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، وأنَّ الرَّبَّ ﷿ يقولُ: هلْ منْ سائلٍ؟ هلْ منْ مستغفرٍ؟ وسائر ما نقلوهُ وأثبتوهُ خلافًا لما قالهُ أهلُ الزَّيغِ والتَّضليلِ.
ونعوِّلُ فيمَا اختلفنَا فيهِ على كتابِ ربِّنا وسنِّةِ نبيِّنا وإجماعِ المسلمينَ ومَا كانَ في معناه.
ولا نبتدعُ في دينِ الله ما لمْ يأذنْ بهِ لنا، ولا نقولُ على الله ما لا نعلم» (٢).
وقالَ ﵀: «وممَّا يؤكِّدُ أنَّ الله ﷿ مستوٍ على عرشهِ دونَ الأشياءِ كلِّها ما نقلهُ أهلُ الروايةِ عنْ رسولِ اللهِ ﷺ. وذكرَ حديثَ النزولِ بالسندِ عنْ ثلاثةٍ منَ الصحابةِ وهم: جبيرُ بنُ مطعمٍ وأبو هريرة ورفاعةُ الجهنيُّ ﵃» (٣).
وقالَ الإمامُ المشهورُ ابنُ أبي زمنين ﵀ (٣٩٩هـ) تعليقًا علَى حديثِ النزولِ: «هذا الحديثُ بيِّنٌ أنَّ الله ﷿ على عرشهِ في السَّماءِ دونَ الأرضِ، وهو أيضًا بيِّنٌ في كتابِ الله، وفي غيرِ ما حديثٍ عنْ رسولِ الله ﷺ. ثمَّ ذكرَ آياتٍ دالَّةً على علوِّ الله تعالى» (٤).
_________
(١) السير (١٣/ ٢٣٣ - ٢٣٤).
(٢) الإبانة (ص٢٩ - ٣٠) [طبعة دار الأنصار - القاهرة، الطبعة الأولى].
(٣) الإبانة (ص١١٠ - ١١٢).
(٤) أصول السنة (ص١١٣ - ١١٤)، طبعة مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة النبوية - الطبعة الأولى.
1 / 50