تكلم بكلمة محرمة: لو كنت أخرس لكان خيراً لك، ولا يراد بذلك أنا نحن نعذبه بذلك، ولكن يراد لو ابتلاه الله بهذا لكان خيراً له من أن يقع في الذنب.
وقد قال النبي ﷺ للمتلاعنين : «عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة»(١) والواحد من السلف قد يذكر ما في الفعل من الوعيد، وإن فعله غيره متأولاً، لقول عائشة: «أخبري زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله ﷺ إلا أن يتوب»(٢) وليس في هذا تلاعن بلعنة الله، ولا بالنار، ولا تعذيب بعذاب الله، بل فيه تمنى أن يبتلى بما يمنعه عن المعصية. وإن كان فيه أذى له. والعالم قد يذكر الوعيد فيما يراه ذنباً مع علمه بأن المتأول مغفور له، لا يناله الوعيد. لكن يذكر ذلك ليبين أن هذا الفعل مقتضى لهذه العقوبة عنده، فكيف وهو لم يذكر إلا ما يمنعه عما يراه ذنباً.
وكذلك قول من قال: «وددت أنه ملىء فوه سكراً» يتناول من فعل ما أمر الله به من القراءة، ومع هذا فمن فعل القراءة المنهي عنها معتقداً أنه مأمور، أو ترك المأمور به معتقداً أنه منهي عنه، كان مثاباً على اجتهاده، وخطؤه مغفور له، وإن كان العالم يقول في الفعل الذي يرى أنه واجب أو
أخرجه عن ابن عباس في قصة لعان هلال بن أميه أبو داود (٢٢٥٤، ٢٢٥٥، ٢٢٥٦) والترمذي (٣١٧٨) والطيالسي (٢٦٦٧) والطبرى (١٨ / ٦٥، ٦٦) والبخاري مختصراً (٩ / ٤٤٥) وأخرجه عن عبد الله بن عمر مسلم (٤ / ٢٥٧) مختصراً والموطأ (٢ /٥٦٧) والترمذي (١١٠٢) والنسائي (٦ / ١٧٥ - ١٧٦) مختصراً أبو داود (٢٢٥٧، ٢٢٥٨، ٢٢٥٩).
أخرجه الدارقطني (٣ / ٥٢) والبيهقي (٥ / ٢٣٠ - ٢٣١) وعبد الرزاق في المصنف (١٤٨١٢، ١٤٨١٣) وأحمد (كما في نصب الراية) وقال في التنقيح ١٥: إسناده جيد كما في التعليق المغني على الدارقطني (٣ / ٥٣) وأعل أن الراوية عن عائشة وهي العالية زوجة أبي إسحاق السبيعي غير معروفة والحق أنها معروفة وثقها ابن حبان وذكرها ابن سعد في الطبقات فقال: العالية بنت أنفع بن شراحيل امرأة أبي إسحاق السبيعي سمعت من عائشة ا. هـ وجوّد إسناده الحافظ الزيلعي في نصب الراية (٤ / ١٦).