والله أكبر )) رواه مسلم في صحيحه (١) . وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: ((جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً فعلمني ما يجزئني منه، فقال: ((قل سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله )) فقال : يا رسول الله ! هذا لله، فمالي قال: قل: ((اللهم ارحمني ، وارزقني ، وعافني ، واهدني )) فلما قام قال: هكذا بيديه - فقال رسول الله ﷺ: (( أما هذا فقد ملأ يديه من الخير)) رواه أحمد، وأبو داود ، والنسائي (٢).
والذين أوجبوا القراءة في الجهر : احتجوا بالحديث الذي في السنن عن عبادة أن النبي ﷺ قال: ((إذا كنتم ورائي فلا تقرؤوا إلا بفاتحة الكتاب ، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)) (٣) . وهذا الحديث معلل عند أئمة الحديث بأمور
(١) أخرجه مسلم (٢ / ١٧٢) وأحمد (٥ / ١٠، ١١، ٢٠، ٢١) .
(٢) أخرجه أحمد (٤ / ٣٥٢، ٣٥٦، ٣٨٢) وأبو داود (٨٣٢) والنسائي (٢ / ١٤٣) والبغوي في شرح السنة (٦١٠) والحميدي في مسنده (٧١٨) وابن خزيمة (٥٤٤) والبيهقي في جزئه (١٨٤، ١٨٥) وعبد الرزاق (٢٧٤٧) وابن حبان (٤٧٣) موارد والدارقطني (١ / ٣١٣، ٣١٤) وابن الجارود في المنتقى (١٨٩) .
(٣) أخرجه أبو داود (٨٢٣، ٨٢٤، ٨٢٥) والترمذي (٣١١) وقال: وروى هذا الحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وهذا أصح . والنسائي (٢ / ١٤١) والبغوي في شرح السنة (٦٠٦) والطحاوي في شرح معاني الآثار (١ / ٢١٥) وأحمد في المسند (٥ / ٣١٦، ٣٢٢) وابن حبان (٤٦٠) موارد والحاكم (١ / ٢٣٨، ٢٣٩) والدارقطني (١ / ٣١٨ _ ٣٢٠) وحسنه .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢٣ / ٣١٥): عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله ﷺ بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة ، فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه وقال : (هل تقرأون إذا جهرت بالقراءة) ؟ فقال بعضنا : إنا لنصنع ذلك. قال : فلا وأنا أقول مالي أنازع القرآن فلا تقرأوا بشيء من القرآن إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن . رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والدارقطني وله أيضاً ( لا يجوز صلاة لا يقرأ الرجل فيها فاتحة الكتاب ) وقال: إسناده حسن ورجاله كلهم ثقات . ثم قال شيخ الإسلام : -