Al-Ikhtiyarat al-Fiqhiyyah by Muhammad bin Dawood Al-Saydilani
الاختيارات الفقهية لمحمد بن داود الصيدلاني
اصناف
المطلب الأول: المقصود بالاختيار
الاختيار لغة: من الانتقاء والاصطفاء، وتفضيل الشيء على غيره، ومنه قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ (١).
وقال بعض أهل اللغة: "والاختيار: طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرًا، وإن لم يكن خيرًا.
وقال بعضهم: الاختيار: الإرادة مع ملاحظة ما للطرف الآخر، كأن المختار ينظر إلى الطرفين ويميل إلى أحدهما والمريد ينظر إلى الطرف الذي يريده.
ويطلق الاختيار على ضد الإكراه" (٢).
والاختيار اصطلاحًا: ترجيح الشيء وتخصيصه وتقديمه على غيره (٣).
وهذا التعريف الاصطلاحي عام في كل فن.
والاختيار الفقهي هو: اجتهاد الفقيه في معرفة الحكم الشرعي الصحيح في المسائل المختلف فيها (٤).
وأردت بالاختيارات الفقهية في بحثي:
هي اجتهاداته وأقواله وآراؤه الفقهية، سواء وافق مذهب الشافعية أو خالفهم، كما هي طريقة كثير من الرسائل الفقهية في الجامعة الإسلامية.
* * *
_________
(١) انظر: لسان العرب (٤/ ٢٦٦)، المصباح المنير (١/ ١٨٥)، الصحاح (٢/ ٦٥٢)، الكليات (ص: ٦٢)، المعجم الوسيط (١/ ٢٦٤).
(٢) انظر: الكليات (ص: ٦٢).
(٣) انظر: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (١/ ١١٩)، معجم لغة الفقهاء (ص: ٥٠).
(٤) الاختيار الفقهي وإشكالية تجديد الفقه الإسلامي (ص: ٨).
1 / 34