Al-Ibanah 'an Asbab al-I'anah 'ala Salat al-Fajr wa Qiyam al-Layl
الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
اصناف
٨- سعةُ الرزقِ سمةُ أصحابِ القيامِ، يرزقهم اللهُ من حيث لا يحتسبون، ذلك لأنَّهم صبروا على قيامِ الليلِ واحتسبوه واتقوا اللهَ ﷾، وقد وعدَ اللهُ من اتَّقاه واحتسبَ عندَه الأجرَ أن يرزقَه من حيث لا يحتسب ولا يشعر. ويجعل له مخرجًا من الضِّيقِ الذي يلمُّ به، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق:٢،٣] .
٩- القيامُ بالليلِ بالقرآنِ معينٌ على تثبيتِ القرآنِ في الصدرِ، فعن ابنِ عمرَ –﵄ قال رسولُ اللهِ-ﷺ: (وإذا قام صاحبُ القرآنِ فقرأه بالليلِ والنهارِ ذكَرَه وإذا لم يقُم به نسِيَه) رواه مسلم.
ويقول اللهُ تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل:٦] بعد قوله: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا) [المزمل:٥] قال الحسنُ: أثبتُ في القراءةِ وأقوى في القراءةِ (١) .
١٠- أصحابُ القيامِ مجابوا الدعوةِ إذا استنصروا اللهَ نصَرَهم،وإذا استعاذوه أعاذَهم، لأنَّهم تقرَّبوا إلى اللهِ بالفرائضِ والنوافلِ، وأحبُّ النوافلِ إلى اللهِ قيامُ الليلِ، وقد وعَدَ من تقرَّب إليه بالنَّصرِ والعوذِ.
وعن عبادةِ بنِ الصامتِ –﵁ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (من تعارَّ من الليلِ فقال: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ثم قال: اللَّهم اغفر لي أو دعا استُجيب له فإن توضَّأ وصلَّى قُبلت صلاتُه) رواه البخاري
_________
(١) مختصر قيام الليل للمروزي
.
1 / 24