186

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

أرض الشام، وقبض منهم أموالهم، وخمس غنائمهم صلوات الله وسلامه عليه (١).
(ب) ما فعله مع النبي ﷺ يوم أحد: خرج النبي ﷺ إلى معركة أحد، فلما صار بين أحد والمدينة انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر، ورجع بهم إلى المدينة فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر ﵄ فوبّخهم، وحضهم على الرجوع، وقال: تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم وسبهم (٢).
فلم يعاقبه رسول الله ﷺ على هذا الجرم العظيم، وتخذيل المسلمين.
(جـ) صده الرسولَ ﷺ عن الدعوة إلى الله تعالى: «ركب النبي ﷺ إلى سعد بن عبادة، فمر بعدوّ الله عبد الله بن أُبي وحوله رجال من قومه، فنزل ﷺ فسلم ثم جلس قليلًا، فتلا القرآن، ودعا إلى الله ﷿، وذكَّر بالله، وحذر وبشر وأنذر، وعندما فرغ ﷺ من مقالته، قال له عبد الله بن أُبي: يا هذا، إنه لا أحسن من حديثك هذا، إن كان حقًّا فاجلس في بيتك فمن جاءك له فحدثه إياه، ومن لم يأتك فلا تغته (٣) ولا تأته في مجلسه بما يكره منه» (٤) فلم يؤاخذه ﷺ، وعفا عنه وصفح.

(١) انظر: زاد المعاد ٣/ ١٢٦، ١٩٠.
(٢) انطر: زاد المعاد في هدي خير العباد ٣/ ١٩٤، وسيرة ابن هشام ٣/ ٨، ٣/ ٥٧، والبداية والنهاية ٤/ ٥١.
(٣) أي: لا تكثر عليه به وتتردد به عليه، أو لا تعذبه به. انظر: القاموس المحيط، باب التاء، فصل الغين، ص ٢٠٠، والمعجم الوسيط، مادة " غتَّ "، ٢/ ٦٤٤.
(٤) انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٢١٨، ٢١٩.

1 / 203