Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
143

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

وفي موسم الحج من السنة الحادية عشرة من النبوة، عرض النبي ﷺ نفسه على القبائل، وبينما الرسول ﷺ يعرض نفسه، مر بعقبة مِنَى فوجد بها ستة نفر من شباب يثرب، فعرض عليهم الإسلام، فأجابوا دعوته، ورجعوا إلى قومهم وقد حملوا معهم رسالة الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ﷺ (١). ثم استدار العام وأقبل الناس إلى الحج سنة ١٢ من النبوة، وكان بين حجاج يثرب اثنا عشر رجلا، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد اتصلوا برسول الله ﷺ في العام السابق، والتقوا حسب الموعد مع رسول الله ﷺ عند العقبة بمنى، وأسلموا وبايعوا رسول الله ﷺ بيعة النساء (٢). عن عبادة بن الصامت ﵁ «أن رسول الله ﷺ قال وحوله عصابة من أصحابه: "تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب منْ ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئَا فستره الله عليه فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه " فبايعناه على ذلك» (٣). وبعد أن انتهت المبايعة، وانتهى الموسم بعث النبي ﷺ مع هؤلاء مصعب بن عمير ﵁ ليعلم المسلمين شرائع الإسلام، وليقوم

(١) انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٣٧، وهذا الحبيب يا محب٢/ ١٤٥، والرحيق المختوم ص ١٣٢، وزاد المعاد ٣/ ٤٥، وسيرة ابن هشام ٢/ ٣٨، والبداية والنهاية ٣/ ١٤٩. (٢) انظر: زاد المعاد٣/ ٤٦، والرحيق المختوم ص١٣٩، والتاريخ الإسلامي٢/ ١٣٩، وهذا الحبيب ص ١٤٥، وسيرة ابن هشام ٢/ ٣٨. (٣) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي ﷺ في مكة ٧/ ٢١٩، وكتاب الإيمان، باب حدثنا أبو اليمان١/ ٦٤.

1 / 159