Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
140

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

الأخشبَيْن. فقال له رسول الله ﷺ: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (١). وفي هذا الجواب الذي أدلى به رسول الله ﷺ تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من الخلق العظيم الذي أمده الله به. وفي ذلك بيان شفقته على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهذا موافق لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٩] (٢) وقوله تعالى؛ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧] (٣). فصلوات الله وسلامه عليه (٤). وأقام ﷺ بنخلة أيامًا، وصمم على الرجوع إلى مكة، وعلى القيام باستئناف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله الخالدة، بنشاط جديد، وجد وحماس، وحينئذ قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؛ فَرُويَ عنه (٥) أنه قال: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه». ٣ - حكمته في دخوله إلى مكة في جوار المطعم بن عدي: ثم سار حتى وصل مكة فأرسل رجلًا من خزاعة إلى مطعم بن عدي ليدخل في جواره، فقال مطعم: نعم، ودعا بنيه وقومه فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدًا، فدخل رسول

(١) البخاري مع الفتح في كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ٦/ ٣١٢، ومسلم بلفظه في كتاب الجهاد والسير باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين ٣/ ١٤٢٠ وما بين المعكوفين من البخاري دون مسلم. . (٢) سورة آل عمران الآية ١٥٩. (٣) سورة الأنبياء الآية ١٠٧. (٤) انظر: البخاري مع الفتح٦/ ٣١٦، والرحيق المختوم ص١٢٤. (٥) انظر: زاد المعاد، لابن القيم، ٣/ ٣٣.

1 / 156