Al-Hadith wal-Muhaddithun
الحديث والمحدثون
ایڈیشن نمبر
الأولى ١٣٧٨ هـ
اشاعت کا سال
١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية
اصناف
ﷺ، فنهته الصحابة عن ذلك وقالوا له: إن النبي ﷺ يتكلم في الغضب والرضا، فلا تكتب كل ما تسمع فسأل النبي ﷺ عن ذلك، فقال له: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منهما إلا حق"، يعني شفتيه الكريمتين، وجاء عن عائشة ﵂ أنها قالت لعروة بن الزبير: "يا ابن أختي، بلغني أن عبد الله بن عمرو سار بنا إلى الحج فالقه فاسأله فإنه قد حمل عن النبي ﷺ علمًا كثيرا"، وروى ابن سعد عن مجاهد أنه قال: "رأيت عند عبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة، فسألت عنها فقال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله ﷺ، ليس بيني وبينه فيها أحد".
وروى ابن سعد أيضا، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "استأذنت النبي ﷺ في كتاب ما سمعت منه، فأذن لي فكتبته فكان عبد الله يسمى صحيفته تلك الصادقة". ا. هـ.
من هذا ترى أن عبد الله بن عمرو، قد توفر لديه من أسباب التحمل للحديث والإكثار منه ما لم يتوفر لغيره، فقد تقدم إسلامه وحفظ الحديث يصدره ووعاه بقلبه، ودونه بقلمه في الصحف حتى نقل عنه أنه قال: "حفظت عن النبي ﷺ ألف مثل".
لماذا كانت مروياته أقل من مرويات أبي هريرة:
وقد يقال: أن أبا هريرة لم يكن يكتب الحديث مثل عبد الله بن عمرو، ومع ذلك ما روي عنه أضعاف ما روي عن عبد الله كيف يتفق هذا مع ما رواه البخاري عن أبي هريرة. والجواب أن السبب في كثرة ما روي عن أبي هريرة، وقلة ما روي عن عبد الله بن عمرو مع أنه تحمل أكثر منه أمور منها:
1 / 143