27

Al-Fawakih Al-Shahiyya: Sharh Al-Manzumah Al-Burhaniyyah Fi Al-Fara'id Al-Hanbaliyyah

الفواكه الشهية شرح المنظومة البرهانية في الفرائض الحنبلية

ایڈیٹر

عصام بن محمد أنوررجب

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1428 ہجری

پبلشر کا مقام

دمشق

شيخه ابن فيروز طلب منه أن يقرىء بعض طلبته هذه الفنون؛ لمهارته فيها، وهذا إن دل فإنما يدل على بروز ابن سلوم - رحمه الله - على أقران عصره؛ لأنه ليس من عادة الشيخ أن يطلب من تلميذ أن يقرىء تلامذة آخرين وبحضوره إلا إن كان متميزاً عنهم، وهذا هو حال ابن سلوم تماماً.

ومما يدل على مكانته العلمية، أنه طُلب للقضاء والخطابة فامتنع، ولولا مكانته العلمية، لما طلب منه تولي هذين المنصبين المهمين، بل إن ولده عبد اللطيف تولى بدلاً منه هذا المنصب، وبحضور والده بعد رفضه هو لتولي هذا المنصب.

ومما يدل أيضاً لمكانة ابن سلوم العلمية كثرة مؤلفاته التي تنوعت في شتى العلوم، ولم تقتصر على علم أو فن واحد؛ فقد صنف في الفرائض والعقيدة وغيرها من العلوم.

ومما يدل أيضاً لمكانة ابن سلوم - رحمه الله - تقدير علماء عصره له، وإبرازهم لفضله، واحترامهم لمكانته.

حــ أخلاقه وثناء العلماء عليه:

كان - رحمه الله - تقياً نقياً، ورعاً صالحاً عابداً، دائم المطالعة، سديد المباحثة والمراجعة، مكباً على الاشتغال بالعلم والانهماك فيه منذ نشأته إلى أن مات، لين الجانب، حسن العشرة، دمث الأخلاق، كريم السجايا، متعففاً قانعاً، ملازماً للتدريس، مرغِّباً في العلم معيناً عليه، حسن الخط، جيد الضبط، رقيق القلب، سريع الدمعة، كثير الخشوع.

ومن حسن أخلاقه أنه سعى لإخماد الفتنة بين آل راشد وآل سميط على رئاسة بلد الزبير، فتدخل ابن سلوم - رحمه الله - بالصلح بينهم، وأنهى الشقاق الواقع، وكتب بذلك وثيقة صلح مطولة محررة فيمن حضر الصلح، ووقع عليها ثمانية عشر من علماء الزبير وأعيانها بتاريخ (١٢٤٢ هـ)؛ مما

26