الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية

Muhammad Muhyi al-Din Abd al-Hamid d. 1392 AH
7

الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية

الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية

ناشر

مطبعة الاستقامة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1352 ہجری

التي تُظِلُّكَ قُبَّةٌ عظيمة ارتفعت بغير عَمَد، وَازَّيَّنَتْ بالشّمس المضيئة نهارًا وبالنجوم التي نهتدي بها ليلاً، والأرضُ التي تُقِلُّكَ مُعَلّقَةٌ في الفضاء بقدرة لا تماثلها قدرة، وهي تُخْرِجُ لك من جَوْفِها الزرعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ، وكلّ شيء في هذا الكون عجيبٌ صُنْعُه، جميلٌ في رُوَائِه وَمَنْظَرِه، وأنت تعلم علم اليقين أنه لا يمكن أن يُوجَدَ شيء من غير مُوجِدٍ يُوجِدُه: فالقلم الذي تكتب به لم يصل إلى يدك من غير أن يسعى إليك به أحدٌ، والكتاب الذي تقرؤه له مؤلف وصُنّاع عملوا فيه حتى كان بين يديك، والكرسي الذي تجلس عليه له صانع، والثوب الذي تلبسه له صانع نسجه وآخر خاطه، والرغيف الذي تأكله كم يد عملت فيه حتى أكلته. وعلى وجه العموم كل صنعة لابد لها من صانع، وكلما رأيتَ أنت صنعة استَدْلَلْت بها على صانعها، وكلما كانت الصناعة دقيقةً مُحْكَمَةً دَلَّتْكَ على قدرة صانعها وتَفَوُّقه؛ وقد عرفت أن الْعَالَمَ صَنْعَةٌ بالِغَةٌ غايةَ الإتقان، فهي إذَنْ دليل على أن لها صانعًا قديرًا حكيمًا. وهذا الصانع القدير الحكيم هو الله تعالى يا ولدي، إذا تمكن هذا من نفسك لم تَسْتَبعد أن يَخْلُقَ هذا القادر الحكيم ما شاء من أنواع العالم: ما رأيت منها، وما لم تَرَ. ومن هذه المخلوقات ما أخبرنا الله تعالى بوجوده، وهم الملائكة، وهم فِرَقٌ: فمنهم الْمُوَكَّلون

7