الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي d. 1376 AH
14

الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية

الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية

تحقیق کنندہ

أبو محمد أشرف بن عبد المقصود

ناشر

أضواء السلف

ایڈیشن نمبر

الأولى

اصناف

ولكنهم بهذا القول الباطل ردوا نصوصا كثيرة من الكتاب والسنة تثبت وتصرح أن جميع أعمال العباد من خير وشر، وطاعة ومعصية بقضاء الله وقدره. كما أجمع المسلمون: أنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. وسموا "مجوس هذه الأمة"، لأنهم أشبهوا "المجوس" الذين أثبتوا خالقا للخير، وخالقا للشر، وهو إبليس على زعم "المجوس" ١. وهؤلاء "القدرية" أثبتوا: أن الله خالق للعباد لأعيانهم وأوصافهم، ولم يثبتوا أنه خالق لأفعالهم. فأخرجوا أفعال العباد عن قدر الله، ولم يهتدوا إلى ما اهتدى إليه أهل السنة، من أن الله كما أنه الذي خلقهم، خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم، ثم فعلوا الأفعال المتنوعة من طاعة، ومعصية بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقهما الله باتفاق المسلمين. حتى هؤلاء "القدرية" يثبتون: أن قدرة العباد وإرادتهم مخلوقة له. وحيث وقعت أفعال العباد بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقهما الله في العبد ليتمكن بهما من كل ما يريده من أقوال وأفعاله. وخالق السبب التام خالق السبب.

١ راجع معالم السنن للخطابي (٧/٥٦-٥٨) وجامع الأصول لابن الأثير (١٠/١٢٨) .

1 / 18