Al-Bustan fi I'rab Mushkilat al-Qur'an
البستان في إعراب مشكلات القرآن
ایڈیٹر
الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي
ناشر
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
اصناف
قوله: ﴿وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا﴾ أي: أحضرناها، قَرأَ أهلُ المدينة المثقالَ بالرَّفع (^١)، بمعنى: وإنْ وَقَعَ، وحينئذٍ لا خَبَرَ لها (^٢)، وقَرأَ الباقون بالنَّصب على معنى: وإن كان ذلك الشيءُ مِثْقالَ حبةٍ، يعني: العمل، وقيل: الظُّلَامة، ومثله في سورة لقمان (^٣).
قوله: ﴿وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾؛ أي: مُحاسِبين وكافِيَن ومُطالِبين ومُجازِين وشاهدين ومُحصِين، والحَسْبُ معناه: العَدُّ، وقال ابن عباس: عالِمينَ حافظين، وذلك أن من حَسَبَ شيئًا عَلِمَهُ وحَفِظَهُ، وهو منصوبٌ على الحال أو التمييز (^٤).
فصل
عن حُذَيفةَ بن اليمان، قال: إنّ جِبريلَ ﵇ صاحبُ الميزان يوم القيامة، يقول له ربُّه: زِنْ بينَهم، ورُدَّ من بعضهم على بعض -ولا ذَهَبٌ يومئذٍ ولا فِضّةٌ- فيَرُدُّ على المظلوم من الظالم ما وَجَدَ له من حسناتٍ، فإن لم تكن له حسنةٌ أَخَذَ من سيئاتِ المظلوم فيَرُدُّ على الظالم، فيرجع وعليه مثلُ الجبال (^٥).
(^١) هذه قراءة نافع وأبِي جعفر وزيد بن عَلِيٍّ وشيبةَ، ينظر: السبعة ص ٤٢٩، تفسير القرطبي ١١/ ٢٩٤، البحر المحيط ٦/ ٢٩٤، إتحاف فضلاء البشر ٢/ ٢٦٤، ٢٦٥.
(^٢) لأنها تامة، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، البحر المحيط ٦/ ٢٩٤.
(^٣) يشير إلى قوله تعالى: ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ [لقمان: ١٦]، فقد قرأ نافع وأبو جعفر والأعرج برفع المثقال، وقرأ الباقون بالنصب، ينظر: السبعة لابن مجاهد ص ٥١٣، البحر المحيط ٧/ ١٨٢، إتحاف فضلاء البشر ٢/ ٣٦٢. وانظر ما يأتي ص ٢/ ٥٨ من هذا الكتاب.
(^٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، وقال أبو حيان: "والظاهر أن ﴿حَاسِبِينَ﴾: تَمييزٌ لِقَبُولِهِ: "مِنْ"، ويجوز أن يكون حالًا"، البحر المحيط ٦/ ٢٩٥.
(^٥) رواه ابن الجوزي في زاد المسير ٣/ ١٧١، وينظر: القرطبي ٧/ ١٦٧، ١١/ ٢٩٣، فتح الباري ١١/ ٣٤٤، ١٣/ ٤٥٠، الدر المنثور ٣/ ٦٩.
1 / 192