197

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

ایڈیٹر

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

ناشر

مكتبة الشباب (القاهرة)

پبلشر کا مقام

مطبعة الرسالة

اصناف

لسامع ذلك منهما قابلًا مصدقًا، ولقولهما فيه محققًا، وقد قال الشاعر:
(بهواك صيَّرني العذور نَكالا ... وجَدَ السبيلَ إلى المقال فقالا)
وقال آخر يعتذر من تركه مديح قومه:
(فلو أنَّ قومي أنطقتني رِماحُهم ... نطقتُ ولكنّ الرِّماحَ أجَرّتِ)
ومما تقبل فيه الإطالة، المذاكرة بالعلم، فإن مذاكرة الرجال تلقيح لألبابهم، وروي عن الصادقين ﵈ المذاكرة بالعلم عبارة حسنة، فهذا ما في المردود والمقبول.
وأما المهم والفضول: فإن المهم كل ما دعت الإنسان حاجة إليه في قوام معيشته وإصلاح عاقبته، أو سياسة نفسه وخاصته، وذلك مطلق له الكلام فيه، وغير مستقبح منه الطلب له من حيث لا يشوب المبالغة بالهذر، ولا الطلب بالطمع، ولا المسألة بالإلحاف، ولا الوعظ بالتسليط، ولا الأمر بالعنف، ولا النهي بالغلظة، ولا التنبيه على الذنب بالتوبيخ، فقد قال سفيان بن عيينة: يستحب للعالم إذا علم ألا يعنف، وأن يتلطف فيما قاله حتى يأتي به على ما ذكرناه، فيبلغ مراده من حيث لا يلحقه عيب ولا ينسب إلى تقصير، وقد أمر الله ﷿ بالكلام فيما تدعو الحاجة إليه، وبالرفق واللين والتأني، فقال ﷿: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ وقال: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ وقال:

1 / 244